نسب قبيلة اللواتية (6)
901.pdf | 194 KB |


قراءة  في كتاب اللواتية في التاريخ حول هجرة اللواتية من السند إلى عمان 

 الروايات الشفهية  :-
اختلف القوم في قبيلة اللواتية حول هجرتهم إلى عمان ، وهذا يدل على أن التاريخ الذي اعتمده البعض كتب من خارج القبيلة ، والبعض اعتمد على تقارير بريطانية ، والبعض اعتمد على تخمينات  وهي على النحو التالي :-
 الرواية  الأولى :  أن اللواتية عادوا إلى عمان بعد سقوط إمارة بنو سامة في الملتان ، وقبل هجرتهم إلى الهند كان بعضهم سني المذهب والبعض كان إباضي المذهب.
الرواية الثانية :  قال البعض  إنهم عاشوا في الهند وكانوا عربا وتزوجوا من هنديات ، وعودتهم كانت في القرن الخامس عشر الميلادي .
 الرواية  الثالثة : ذهب البعض أن هجرة اللواتية والخوجة كانت معا وعلى  دفعتين جاء في كتاب اللواتية في التاريخ " انتقل الخوجة واللواتية إلى عمان على شكل هجرات جماعية وفردية  ، ولتحديد ملامح الهجرات الجماعية  فمن الملاحظ أن هجرة منها أتت في القرن السادس عشر الميلادي ، وكانت من بلاد السند والملتان ، والهجرة الثانية كانت من منطقة كتش في القرن التاسع عشر منه (1) 

مناقشة الروايات الشفهية  :
أولا :- هذه الروايات بحاجة إلى دليل تاريخي ، لأن التنوع في الرواية التاريخية يجب أن تلامس الواقع التاريخي  ومن ينقلها يجب أن يكون ملما بالحدث التاريخي  وإن اختلفت مصادر النقل الشفهي ، خاصة إذا اتخذنا النقل الشفهي مصدراً من مصادر التاريخ وهذا الدليل التاريخي لم يقدمه الدكتور فيصل سيد طه في كتابه 
 ثانيا : إذا كان خروج اللواتية من عمان إلى الهند كان على المذهب السني أو الإباضي فهل خرجوا مع محمد بن القاسم الثقفي الأموي السني  أم مع محمد بن القاسم بن منبه السامي الشيعي  أي منهم ؟ فإذا قلنا أنهم خرجوا مع محمد بن القاسم الثقفي السني  فإن جيشه كان من بلاد الشام وليس من عمان وهو ما ذهب إليه البلاذري ، علاوة على ذلك  هناك خلاف سياسي بين الحجاج بن يوسف الثقفي والي بني أمية في العراق  وبين بنو سامة ولا يمكن ان يحمل قائد جيشه لفتح السند بنو سامة معه كما تبين لنا . 
ثالثا : لو سلمنا جدلا أنهم عادوا إلى عمان في القرن الخامس عشر الميلادي فرجوعهم كان على أي مذهب سني أم شيعي ام إباضي أم إسماعيلي   ؟ الجواب البعض قال  رجعوا على مذهب الشيعة الإثنا عشرية ، سؤال :  على يد من تشيعوا  ؟  على يد بير صدر الدين الأغاخاني  فإذن هؤلاء كانوا هندوسيين ثم اعتنقوا الدين الإسلامي على يديه فأطلق عليهم بير صدر الدين مسمى "الخوجة" ، بالنتيجة  لا يوجد توثيق تاريخي لهذه الرواية. 

 رابعا: إذا رجعنا إلى التاريخ نجد الإجابة أن أمراء بنو سامة في الملتان كان لهم ارتباط  مع دولتهم في عمان،  وأمراء بنو سامة في الملتان كانوا شيعة إثنا عشرية  كما سنبينه لكم في الجزء الثاني من هذا البحث  بالنتيجة  فإن بنو سامة في عمان أيضا كانوا شيعة إثنا عشرية  فخروجهم وعودتهم كان على نفس المذهب الإسلامي   
 خامسا : ما العلاقة بين  الخوجة واللواتية حتى يرجعوا معاً إلى عمان ،  الخوجة طائفة تختلف عن اللواتية ، تاريخ اللواتية  متجدز في بيئة عربية أصيلة  وتاريخ الخوجة متجذر في بيئة هندوسية وشتان بين الهويتين،  و لو سلمنا مع الدكتور فيصل سيد طه فيما ذهب إليه  في كتابه أن الخوجة واللواتية قسم رجع في القرن الخامس عشر الميلادي وقسم آخر رجع في القرن التاسع الميلادي  علما أن الدكتور فيصل  بنفسه لا يعرف متى قرر أول تاجر لواتي الاستقرار في عمان كما سيتبين لنا الآن .

قراءة في الوثائق البريطانية قدمها الدكتور فيصل  ومناقشتها : 

  تحدث دكتور فيصل سيد طه (2) عن بداية هجرة اللواتية فيقول " فإنه من الصعب أن نحدد بدقة متى قرر أول تاجر  لواتي الاستقرار في عمان ، أو متى  تكونت جاليتهم  التجارية  على السواحل العمانية  ولكن بحسب رأي البعض فإنه يعتقد أنهم انشأؤا  مستوطنة  لهم في عمان تعود إلى القرن الخامس عشر  الميلادي وقد دعم هذا الرأي ما أورده القائد البرتغالي  الشهير دي البوكيرك في يومياته  التي أشار فيها  إلى أن قواته استعانت بهم وبغيرهم من التجار  الهنود الموجودين في عمان لفرض سيطرة البرتغال التجارية ، وإدارة معاملاتها المالية ليس في عمان  فحسب ، بل في أنحاء كثيرة  من المحيط الهندي  وبعدها استطاع اللواتية  الظفر بموقع  متميز في حركة التجارة بمسقط والخليج العربي " إلى هنا إنتهي كلام دكتور فيصل سيد طه . مرفق أصل النص في ملف بي دي أف

أولا : لا يمكن قبول مقولة  أن اللواتية  كانوا في يوم من الأيام سندا للغزاة البرتغاليين للسيطرة التجارية على موانئ مسقط.  والأخلاق الإسلامية  التي ترعرع عليها اللواتية  لا تسمح لهم الكيل بمكيالين نهائيا هذه غفلة تاريخية من الدكتور فيصل غير مقصودة .
ثانيا : متى كان للواتية تاريخ تجاري في السيطرة على انحاء كثيرة من المحيط الهندي ؟ هذا القول بحاجة إلى دليل وبرهان لم يقدمه لنا  الدكتور فيصل . 
 ثالثا : نشرت مجلة الخليج العربي(3) دراسة حول الجالية الهندية وعلاقتها مع الإمامة الإباضية قال د كتور مقدام عبدالحسن :- 
 " ربما يصعب أن نحدد بدقة متى قرر أول تاجر هندي الاستقرار في عمان ، أو متى تكونت جالياتهم التجارية  على السواحل العمانية ، ولكن بحسب رأي مايلز  فإنه يعتقد بأنهم أنشاؤا مستوطنة لهم في عمان تعود إلى القرن الخامس عشر ، وكان دليله  في ذلك وجود بقايا معبد هندوسي  في قلهات – الميناء العماني الرئيس على البحر العربي  خلال حقبة الاحتلال البرتغالي (1507- 1650) وقد دعمت الرواية القائلة  بوجود تلك المستوطنة، بما أورده  القائد البرتغالي الفرنسي دي البوكيرك  في يومياته  التي أشار  فيها إلى أن قواته  استعانت  بهم  لفرض  سيطرتها التجارية وتمشية معاملاتها  المالية ليس في عمان فحسب ، بل  في أنحاء  كثيرة من المحيط الهندي  ، وبعدها استطاع الهنود  الظفر بموقع متميز في حركة التجارة بمسقط والخليج العربي "  إلى هنا انتهى كلام الدكتور مقدام  ، مرفق أصل النص  في ملف بي دي أف

  هذه العبارات هي ذاتها التي نقلها دكتور فيصل  في كتابه مع حذف كلمة (هندي) وإحلال محلها كلمة (لواتي)  وأضاف كلمة (وبغيرهم) إلى عبارة " استعانت بهم " ،   وأنا لا أدري لماذا احتاج الدكتور فيصل إلى حذف الكلمات من أصل النص لإثبات هجرة اللواتية من الهند إلى عمان وكأن اللواتية يعيشون على هامش التاريخ. والحمد الله رب العالمين .

المصادر 

(1) فاللواتية في  التاريخ ، الدكتور فيصل سيد طه  -  ص 259
(2)   المصدر السابق– ص 210 
(3)  مجلة الخليج العربي – المجلد (41)  العدد (1-2) عام 2013 ميلادي – أ م د مقدام عبدالحسين فياض – كلية التربية للبنات – جامعة الكوفة

 


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير