
قبل أن أدخل في الموضوع الرئيسي حول الأعور الدجال ، أود أن أدقّق في كلمة الأعور التي تستخدم في الأدبيات الدينية، مستندين إلى الأحاديث والروايات التي ذكرتها بهذا الوصف من دون ذكر من هو الأعور الدجال، فهي مجهولة الهوية عند أصحاب المذاهب الإسلامية وتحديداً عند الشيعة الاثني عشرية الذين اهتموا بملف المخلص الموعود أكثر من غيرهم ،حتى أن أصحاب الحركات المهدوية أو اليمانية أيضاً غابت عنهم هوية الدجال فهم لا يعرفونها. وعند مطالعتي المصادر والمخطوطات العديدة العربية والأجنبية وجدت أن شخصية الدجال ليست مجهولة الهوية ، ولكن ماذا تعني كلمة الدجال ؟ وما علاقة التنظيم الماسوني به ؟
تناقلت كتب الفتن والملاحم في آخر الزمان لفظة "الدجال"، وقالت إنها شخصية طويلة العمر وإنها شريرة ، فالبعض قال: الدجال عبارة عن الحضارة المادية الحديثة بخطها الطويل وأنه أعور العينين كالسيد محمد الصدر، والبعض الآخر قال إنها شيطان، بل لعله هو نفسه الشيطان وله قدرات خارقة تتصرف في الكون كإحياء الموتى تفوق قدرات أنبياء الله الذين لهم الولاية التكوينية والتصرف في الكون بإذن الله عز وجل.
ظهر مصطلح الولاية التكوينية في كلمات العلماء المتأخرين، ولم يرد هذا اللفظ في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية. وهو مصطلح حديث نسبياً استخدمه العلماء المتأخرون ، واختلفوا في تفسيره، حيث يرتبط غالباً بـ "ولاية التصرف في الكون أو التأثير في الأمور الكونية بشكل خارق للعادة بإذن من الله" .
أنا لن أذهب وراء هذه السردية الدينية حول الدجال ،لأن كل واحد أسقط عليه صفات وقدرات لا تكون إلا لرسول السماء، فهي مضطربة ومتعارضة إلى حدٍّ يوجب ردّها، وذلك لما تتضمّنه من خوارق تناقض حكمة الإنذار القرآني، وتخالف سنن الله الثابتة في الخلق، فضلاً عن أنّها تثير شبهات تمسّ مقصد الرحمة الإلهية . وهنا نتساءل: هل أن شخصية الدجال تستحق أن توصف بهذه الصفات طالما لم يحدد كيف نشأت؟ وأين ولدت ؟
بتاريخ 31 ديسمبر 1999 أعلنت وزراة الثقافة المصرية وضع هريم ذهبي فوق الهرم الأكبر في احتفالية القرن ، وهذه الاحتفالية تنظمها جماعة عباد الشيطان المعروفين بالنورانيين تمهيداً لظهور المسيح الدجال، فيمارسون طقوسهم مستلهمين من العصر الفرعوني شعاراتهم وهي رموز الماسونية، فهم يسمون هذا العصر عصر المسيح الدجال أو عصر حورس وهو النظام العالمي نفسه الذي تدعو إليه أمريكا والذي يعرف بصفقة القرن أو مشروع الشرق الأوسط الكبير.
السؤال الآن والمهم: من هم النورانيون ؟ وما هي خططهم ؟ وما هي قصة الهرم الذهبي وعلاقته بالدجال ؟ إذا استطعنا الإجابة على كل هذه التساؤلات نكون قد كشفنا النقاب عن شخصية الدجال ، أعتقد كلكم ينتظر ماذا بعد ذلك ، لا تستعجلوا فنحن نسير بخطى ثابتة، وهذه المحطة التي نحن بها الآن ليست مجرد محطة عابرة، لذا خذوا نفساً طويلاً واستعدوا للسفر لنكتشف حقائق ستذهلون عند قراءتها فهل أنتم مستعدون ! حسناً فلنبدأ رحلتنا إذاً.
من منكم لم يشاهد الدولار الأمريكي، أعتقد أغلبكم شاهده، بل كلكم لأنها العملة الرئيسية في المعاملات التجارية بين شعوب العالم ، ولكن من منكم أمعن في النظر إلى رموز في ورقة الدولار، حيث هناك رمز للنسر، وهناك نجوم فوق النسر، وهناك هرم يتوسطه عين هذا الهرم هو شعار النورانيين الجامعة السرية اليهودية التي تأسست عام 1767م وهم معروفون الآن ""بالإلوميناتي بعد أن أغلقت الكنيسة فروع المحفل الماسوني لتجمع جماعة التنويريين كل الحركات المسيحية تحت مظلتها في عهد الملك جورج الثالث، وفصلت الكنيسة عن السياسة وبدأ مخطط محاربة الدين وطرح أبحاث مثل:- أين هو الله ؟ هل الله موجود أم غير موجود؟ فظهرت جماعة اللادينيين في أوروبا ، جميع الجامعات السرية اليهودية والماسونية وعبادة الشيطان تتبع هذه الجماعة ولها فروع منتشرة في العالم، كما وأن أنشطتها مختلفة وهي تعبّر عن نفسها أنها امتداد لجماعة الفريسيين اليهودية التي كانت موجودة في زمن عيسى روح الله النبي الذي حاربته وحرضت الرومان على قتله وحاربت حوارييه أيضاً وتلامذته.
مع بداية منتصف القرن الثامن عشر الميلادي استطاع اليهود إنشاء إمبراطورية مالية في أوروبا سيطرت على كل مفاصل الحياة الاقتصادية وسياسة الدول الأوروبية على يد عائلة روتشيلد. بدأت قصة عائلة روتشيلد من مدينة فرانكفورت بألمانيا على يد تاجر يهودي يدعى "ماير أمشيل" حيث كان يعلق على متجره في فرانكفورت درعاً أحمر للدلالة على أن هذا المتجر وصاحبه يتمتعان بالحماية الرسمية، ويعرف الدرع الأحمر باللغة الألمانية بكلمة "روتشيلد" من هنا اكتسبت هذه العائلة اسم "روتشيلد".
رزق أمشيل خمسة أبناء، وكان قد سبق وتعرف على الأمير البروسي فريدريك الثاني وأصبح مدير أعماله، وجمع ثروة ضخمة حتى اعتبر أمشيل أثرى أثرياء فرانكفورت، وعندما حضرته الوفاة عام 1812 قال لأبنائه: إن الأرض جميعها يجب أن تكون لليهود وغيرهم لا يملكون شيئاً (1)، وقسم أمشيل ميادين العمل في العواصم الأوروبية بين أبنائه، فتولى ابنه الأكبر "انسليم" مصرف فرانكفورت ، وتولى "سالمون" أعمال والده في فيينا ،و"ناثان" في لندن و"كارل" في إيطاليا و"جميز" في فرنسا.
وفي عام 1770 م اجتمعت عائلة أمشيل "روتشيلد" باستئجار دكتور "ادم وايز هاوت"أستاذ في القانون بجامعة انجلود وكان مسيحياً ثم أراد أن يعتنق مذهب عبادة الشيطان ، وقد أنيطت إلى آدم وايز مهمة إعادة تنظيم بروتوكولات الصهيونية القديمة على أسس حديثة لتدمير جميع الأديان والحكومات من خلال الفتن وزجّهم في صراعات دموية تنهكهم وتهلكهم لتهيئة أرضية لحكم الدجال. انتهى آدم وايز من صياغة بروتوكولات عام 1776م لتبدأ حقبة جديدة للنورانيين وهو عام بداية نشأة أمريكا واستقلالها عن حكم بريطانيا الكبرى في 4-7-1776م . ويسجل هذا العام على الورقة النقدية الدولار ولتحقيق أهداف بروتوكولات وضع آدم وايز خطة لتدمير الأديان السماوية "اليهودية والمسيحية والإسلام" وتحويل أصحابها إلى التحرر الديني (الإلحاد) أو إلى عبادة الشيطان تقوم على :
أولاً :-تقسيم الشعوب إلى مستعمرات متناحرة.
ثانياً :- تسليح هذه المستعمرات وتدبير حوادث بين فترة وأخرى.
ثالثاً :- نشر الفكر الشيطاني والمثلية الجنسية. (2)
اتخذ آدم وايز شعار النورانيين عبارة عن هرم الجيزة الأكبر وقمته ناقصة يعلوها هريم صغير يكمل القمة وعليه عين واحدة يشع منها نور في كل الاتجاهات دلالة على أن جماعة النورانيين يحملون الضوء والنور لكل العالم، وكلمة نور مشتقة من كلمة لوسيفر التي يتلقاها الحاخامات من لوسيفر أي إبليس .(3) .أعتقد اتضح لكم لماذا تم صنع هريم صغير في احتفالية القرن عام 1991م في مصر ومن قام بتنظيم هذا الاحتفال .. والحمد لله رب العالمين.
المصادر:
1.حكومة العالم الخفية ، سبيردوفيتش ، ص 48-50
2. أحجار على رقعة الشطرنج ، وليام عاي كار ، ص 9-21 بتصرف.
3. المصدر نفسه ص 9-10