
في 13 يونيو 2025 بدأت الحرب بين إيران وإسرائيل وانتهت في 24 من الشهر نفسه، أي بعد أسبوع و4 أيام وقد سميت بحرب الـ 12 يوماً. شاركت أمريكا مع إسرائيل في قصف مفاعل فوردو لتخصيب اليورانيوم مع العلم أنه محصن للغاية، حيث فشلت أمريكا في تدميره .
هذه الحرب لا يمكن قياسها بمقاييس تقليدية لأنها شكلت بداية ظهور توازنات عالمية، وإعلان صريح بولادة حقبة جديدة ستغير مجرى التاريخ، والإعلان عن وقف إطلاق النار إنما هو وهم في الحقيقة، فالحرب لم تنته . هنا ثمة تساؤل يطرح على بساط البحث ألا وهو : من الذي حرك آلة الحرب الصهيونية-الأمريكية ضد إيران الإسلامية في هذا التوقيت بالتحديد ؟
رحلتنا في هذا الجزء من البحث تحمل معلومات صادمة عن منظمة ربما سمعتم بها أو ربما تجهلونها، يقال إنها منشأ فرسان الهيكل، فقديماً كانت أحد أهم أسرارهم هدم أبرز معتقدات الكنيسة الكاثوليكية وحتى اليوم، وتعرف بالماسونية أو بحكومة الدجال ، لن أطيل عليكم دعونا نذهب في رحلة ونتعرف على هذا التنظيم لتتضح لكم الصورة الكاملة من وراء تحريك عجلة الحرب ضد إيران فهل أنتم مستعدون لذلك! فلنبدأ إذاً.
تعود فكرة إنشاء تنظيم ماسوني إلى العصور الوسطى في أوروبا حيث كان مؤسسو هذا التنظيم هم فرسان الهيكل القوة الضاربة لحماية الدولة. بدأت قصة فرسان الهيكل أو فرسان المعبد من بداية حماية حجاج بيت المقدس إلى شركة متعددة الجنسيات في التاريخ، والمستغرب أن فرسان الهيكل لم يكونوا القوة الضاربة لحماية الحجاج أو القوة الضاربة في الجيش الصليبي فقط ،بل هو أول تنظيم أسس نظاماً مصرفياً والذي ما زال سائداً حتى يومنا هذا، فيا ترى ما هي علاقة فرسان الهيكل أو كما يسميه البعض جنود المسيح بالماسونية إليكم القصة كاملة.
بدأت القصة في القرن الحادي عشر الميلادي، حيث كانت البداية التمهيدية لفرسان المعبد قبل الحملة الصليبية الأولى بسنوات، على يد "الاسبتارية"، وهي جمعية خيرية أنشأها تجّار مدينة أمالفي الإيطالية عام 1070، وقاموا بإنشاء مستشفى القديس جون لعلاج فقراء الحجاج الأوروبيين الوافدين على القدس، بموافقة من الحاكم المصري للقدس آنذاك. ظلت الاسبتارية مكتفية بعملها الخيري، إلى أن بدأت الأمور تختلف اختلافاً جوهرياً بعد شن الحملة الصليبية الأولى واحتلال القدس عام 1099، التي نتج عنها غضب المسلمين الذين لم يوقفوا هجماتهم لاسترداد القدس، حتى طالت هجماتهم قوافل الحجاج المسيحيين، وشكلت في الوقت نفسه خطراً على وجود الصليبيين هناك، وهنا بدأ تحول عمل الاسبتارية من العمل الخيري إلى العمل العسكري.
ففي عام 1118، انبثقت عن الاسبتارية مجموعة فرسان فرنسيين، تحت قيادة فارس يُدعى هيو دي بانيز في إقليم شامبانيا في فرنسا؛ قام برفع طلب إلى بلدوين الثاني حاكم القدس، والبطريرك جاريموند في بيت المقدس، يقترح فيه إنشاء تنظيم رهباني يضطلع بمهمّة حماية الحجاج المسيحيين ومحاربة المسلمين.
وافق الرجلان على هذا الطلب الحماسي، وجهز بلدوين للفرسان مقراً في جناح من قصره الملكي في جبل الهيكل في المسجد الأقصى، وفي ذلك إشارة إلى الاعتقاد المسيحي واليهودي بأن المسجد الأقصى قائم على أنقاض هيكل سليمان، وأطلقت المجموعة على نفسها اسم "فرسان الهيكل"، والجنود الفقراء للمسيح والهيكل، وذلك كونهم فقراء فعلاً وخرجوا لمهمّة اعتبروها "مقدسة"، وعاشوا حالة الفقر حتى أنهم كانوا يستخدمون فرساً واحداً يمتطيه جنديان، وما زال رسم الجنديين وهما يمتطيان فرساً واحداً منقوشاً على جدارن أغلب الكنائس القديمة.
وبعد مرور عشرة أعوام على التأسيس والعمل الجاد أعلن البابا هونوريوس الثاني اعترافه بفرسان الهيكل عام 1129، وكانت هذه نقطة تحوُّل ضخمة في تاريخ التنظيم؛ إذ نال الصفة الرسمية البابوية وأذن لهم بارتداء ملابس الرهبان، وحصلوا على امتيازات كثيرة، كإعفاء أعضاء التنظيم من الخضوع للقانون المحلي، وأصبح لهم حق اجتياز جميع الحدود الأوروبية بحرية تامة، إضافة إلى إعفائهم من دفع الضرائب، فضلاً عن التمويل من البابا، والتبرعات الهائلة التي حصلوا عليها، وكان لا بدّ من إيصالها إلى مقر الفرسان في القدس فحفروا الخنادق والتي ما زالت موجود في فلسطين، فأصبح الفرسان قوة مالية لا يستهان بها.
دخل الفرسان في معارك كثيرة ضد المسلمين وانتصروا عليهم، حتى أنهم انتصروا على جيش صلاح الدين الأيوبي واستمروا في معاركهم حتى جاء موعد معركة حطين بقيادة الأخير ودخل المسلمون القدس، ولكن بقي القائد الصليبي ريتشارد قلب الأسد محاصراً مدينة عكا آخر معقل للصليبيين في فلسطين الذين هزموا على يد قائد مسلم يدعى خليل بن قلاوون، وكانت هذه الهزيمة القشة التي قصمت ظهر فرسان الهيكل، فانتقل مركزهم من جبل هيكل سليمان في القدس إلى جزيرة قبرص، ومن ثمّ إلى فرنسا، وهناك تركوا نشاطهم العسكري، وتوجهوا إلى النشاطات التجارية والبنكية والمصرفية وسيطروا على كل أوروبا عبر مؤسساتهم الزراعية والصناعية والمصارف المالية التي أسسوها. من هنا ظهر في العالم لأول مرة نظام مالي يعتمد على فكرة "الصكوك" بطريقةٍ حديثة وتدقيقاتٍ حسابية موثوقة، فضلاً عن تشغيل بنوك الفرسان أموال المدَّخرين في التجارة العامة، وأعمال الاستيراد والتصدير الضخمة.
هذا التوسع لفرسان الهيكل دفع النبلاء والقساوسة للانقلاب عليهم عند الملك ، وكان آخر مسمار في نعش الفرسان هو نيتهم وعزمهم على إنشاء دولة دينية فكانت النقطة التي أفاضت الكأس، وأخيراً أعلن الملك الفرنسي فيليب والبابا كلمنت الخامس تحريم هذه الطريقة وإلقاء القبض على أعضائها عام 1307م. وبالرغم من أن بعضهم نجح في الفرار إلا أنه تم القبض على معظم أفرادها. وفي أثناء المحاكمات الطويلة التي أعقبت ذلك اعترف هؤلاء بأنهم تركوا الدين وكانوا يهينون المسيح وأمه، لذا تم إعدامهم وعلى رأسهم الأستاذ الأعظم جاكوس مولاي المسيحي عام 1314م وسجن الباقون فانفرط عقد هذا التنظيم في فرنسا ، ولكن هذه المحاكمات والإعدامات لم تستطع القضاء على فرسان المعبد، فقد نجح بعضهم في الفرار من فرنسا ولجؤوا إلى أيرلندا وملكها "روبرت بروس الذي كان الملك الوحيد في أوروبا الخارج عن إمرة البابا ونفوذه وسيطرته، وهناك أسسوا تنظيماً سرياً يعرف اليوم بمنظمة سرية الماسونية ، وقد تبيّن أن هذا التأسيس مبني على رواية أديب فرنسي أندوا رامزي والتي اعتبرها البعض أنها من محض خياله، ولكن البعض رجح رواية رامزي باعتبار أن بعض أعضاء فرسان الهيكل الذين تمكنوا من الهروب نحو اسكتلندا أعادوا تنظيم أنفسهم فوجدوا طريقة جديدة في التخفي عن الأنظار والاستمرار سرّاً في نشاطهم، وتسللوا إلى منظمة "البنايكن"، وكانت من أقوى المحافل المدنية في بريطانيا آنذاك، وسرعان ما سيطروا عليها تماماً، ثم تغير اسم هذا المحفل إلى "محفل الماسونية".
توحد تنظيما فرسان الهيكل والماسونية وتوحدت الشعارات بينهما والتي تعود إلى الحضارة الفرعونية القديمة، وكذلك شعار هيكل سليمان، وتابوت العهد، وحجر نبي الله يعقوب، وعين الواحدة إشارة إلى الأعور الدجال. والحمد لله ربّ العالمين.