ليلة سقوط تل أبيب - تاريخ وأحداث وحقائق. 14


ها نحن قد وصلنا على مشارف نهاية الطريق وملف بني إسرائيل ما زال مفتوحاً ولا يزال الحديث عنهم في تزايد مستمر خاصة عن يهود بني إسرائيل الذين تغيّرت ملامحهم بدخول العديد من اليهود والسلالات الوثنية في اليهودية، كالسلالة الهندية وما يحتويه التراث الديني الهندوسي من كتب الفيدا والتي اعتبرت أنها صحف إبراهيم المذكورة في القرآن الكريم والذي أصبحت في مقابل التراث الديني اليهودي. والطريف في الأمر كما ذهب إليه الدكتور فالح العجمي "شخصيته في الفيدا مقاربة كما وجد في أديان الشرق الأدنى حيث يطلق عليه "جدّ العالم "" (1)، وهذا يعني أن براهما في الفيدا هو نفسه نبي الله إبراهيم  وأن زوجته سارة هي نفسها سارسواتي في الفيدا، فإذا علمنا هذا فإن عبادة الشعب الآري  الذي عاش عند نهر إندوا في السند  يكون نبي الله إبراهيم أيضاً جدّهم الأكبر.

 استغل بنو إسرائيل هذا التراث ليعيدوا صياغته بشكل يتناسب مع المشروع الإبراهيمي في التقارب بين الأديان،  فإذا كان إبراهيم النبي جدّ الآريين  فبنو إسرائيل جدّهم جوزيف "يوسف النبي" وهو حفيد إبراهيم النبي عند أديان الشرق الأدنى ، إذن حسب المنطق الإسرائيلي سيدخل الجميع تحت مشروع الإبراهيمية في توحيد الأديان.  بالنتيجة كل تراث ديني يهودي يجب أن يقرأ أن يعقوب هو إسرائيل لتلغى صفحة قابيل من الفيدا أيضاً  فيتم التقارب بين الأديان من حيث العرق ، لا أريد  الإسهاب كثيراً في هذه الجزئية، بل اختصرته لكم لبيان علاقة الترابط بين الهندوسية ويهود بني إسرائيل، الآن عرفتم  لماذا لبس ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي التنورة من أصول فرعونية لدى استقباله جلالة السلطان هيثم بن طارق  سلطان عمان  كما مرّ علينا سابقاً ؟  فلنعد إذن إلى أصل البحث.

إن ما سأطرحه في هذا الجزء من البحث  هو ملف تاريخي مهم، بل من أكثر الملفات غموضاً ، ملف "رجال الخزر"  من منكم سمع عن رجال الخزر ! الذين جاء ذكرهم في جفر الإمام علي: " ويل للعرب من رجال الخزر يوم يحرقون المسجد" ، ما  قصة رجال الخزر ؟ وما هي حقيقتهم ؟ وأي مسجد سيحرقونه ؟  يبدو أن هناك  أقواماً  في عالمنا ولكننا لا نعرف عنهم الكثير،إنها معلومة صادمة أليس كذلك؟  ولكن ما ستقرؤونه أكثر صدمة منها، لست ممن يسبق الأحداث، هل أنتم مستعدون للانطلاق ، حسناً حافظوا على تركيزكم كي نصل إلى محطتنا قبل الأخيرة  وهي محطة "رجال الخزر" ، لننطلق على بركة الله.

الخزر قبيلة من سكان المنطقة الواقعة على نهر الفولغا والمنحدرات شمال القوقاز (2)، في القرن السابع الميلادي ظهر لهم ثقل سياسي وكيان سياسي مستقل ، هيمنت على شعوب أوروبا الشرقية وصولاً إلى تركيا وبحر قزوين (3)، ذكر المؤرخون أنهم شعوب مهاجرة من آسيا إلى أوروبا وسكنوا المنطقة الواقعة شمال بحر قزوين وأطلقوا عليهم اسم "الخزر" وكانوا وثنيين، كوّنوا مملكة "الخزر" القوية شرق أوروبا وجنوب الإمبراطورية الروسية.اعتنقت هذه المملكة الوثنية الديانة اليهودية، وعاشت ما يقارب الخمسمائة عام حتى سقطت في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي على أيدي الإمبراطورية الروسية ، دخل اليهود الخزر الإمبراطورية الروسية، وعملوا على إشعال نار الثورة الشيوعية فيها حتى استطاعوا إسقاطها  وإقامة الجمهورية الشيوعية عام 1917م  وبالطريقة نفسها أسقطوا الخلافة العثمانية حين اعتنقوا الإسلام بهدف تخريبها من الداخل وتقويضها وإنهائها عام 1924م على يد مصطفى كمال أتاتورك اليهودي الأصل..

 وبعد ظهور هذه الجماعة في أوروبا وشرق القوقاز والجمهوريات الروسية وشبه القارة الهندية وشرق آسيا ، انقسمت المسيحية إلى طائفتين متحاربتين هما الطائفة الكاثوليكية والطائفة البروتستانتية وهو المذهب الجديد الذي أنشأه اليهودي مارتن لوثر  لضرب المسيحية واختراقها، ومن خلاله  ظهرت الطائفة الإنجيلية الأصولية المؤيدة لقيام دولة إسرائيل في فلسطين لتكتمل السيطرة على الشرق الأوسط وإنشاء نظام عالمي واحد بقيادة الأعور الدجال ، هل هذا كل شيء عن قبيلة الخزر ؟ لا ليس هذا كل شيء، بل علينا الغوص في أعماق تاريخ "رجال الخزر" لأن الأبحاث والدراسات فيهم تكاد لا توجد، المهم فلنتابع السير. 

 كتب آرثر كوستلر: إن الخزر أول مملكة وقفت سدّاً منيعاً أمام المدّ الإسلامي  لصالح الدولة البيزنطية ، واعتناق الخزر العقيدة اليهودية  كان  باعثاً سياسياً (4)، يقول المسعودي: لقد حاول المسيحيون والمسلمون إدخالهم إلى عقائدهم ولكنهم فشلوا. وعلى مرّ الزمن وبعد سقوط دولة الخزر في روسيا ،جمع شتاتهم في بولندا وهنغاريا وإسبانيا  لتتحول هذه القبيلة إلى قبيلة  مرابية  كانت وظيفتها توفير المال لدعم المشاريع السياسية والعسكرية ، وهذا الذي جعل من بريطانيا قوة عسكرية متفوقة  على الجميع وذلك  بسبب ما لعبته هذه القبيلة من دور  في تمويل الحروب من أجل الهيمنة على البلدان التي استعمرتها بريطانيا. إلى أن جاء الوقت لترحيل هذه الشتات من يهود سفارديم والأشكناز من أوروبا الشرقية وروسيا إلى فلسطين قبل سقوط الخلافة العثمانية بمساعدة الجماعة التنويرية أو الماسونية  ، شيئاً فشيئاً أسقطت هذه القبيلة الإمبراطورية العثمانية وقامت بتمويل بني إسرائيل لإقامة دولة إسرائيل في فلسطين وحصلوا على وعد من بريطانيا  سُمي بوعد بلفور  لتحتل إسرائيل أرض فلسطين عام 1948م .  بدأ تاريخ  تمويل بني إسرائيل للحروب من قبل  العوائل الخزرية التالية:-

  أولاً :-  عائلة روتشيلد التي أسست جماعة التنويريين بعد طرد البابا جماعة فرسان الهيكل لتعيد هذه العائلة الجماعة نفسها وباسم آخر وتعود عبادة الإله ست أو الأعور الدجال مجدداً(5).
 ثانياً: " عائلة روكفلر التي سيطرت على البرلمان الأمريكي. 
 ثالثاً: آل مورغان الذين كانوا عملاء لعائلة روتشيلد. أسس آل روتشيلد بروتوكولات لحكماء صهيون منذ العام 1776 م عام بداية اتحاد الممالك الأنجلوسكسونية تحت التاج البريطاني. يقول ناثان روتشيلد: " لا يهمني من يحكم بريطانيا، بل الذي يتحكم بأموال الإمبراطورية البريطانية وأنا من يتحكم بهذه الأموال " ليأتي "إدمون جيمس روتشيلد (1830-1934) ليكون الممول الرئيسي لإقامة الكيان الإسرائيلي في فلسطين ويبدأ مشروع  الحرب على الإسلام والمسلمين من خلال  قيادة ذراع إسرائيلي عسكري لهم في فلسطين .

 يذكر المؤرخون أن قبيلة الخزر اليهودية قبل احتلال فلسطين  استحكمت قبضتها على أمريكا في عهد الرئيس الأمريكي ويلسون عام 1913 م من خلال إنشاء أول مصرف فيدرالي لتصبح الأموال المودعة تحت سيطرتهم وكانت لهم اليد العليا في إدارة الأموال وشؤون الحكم ، وطبعت أول عملة ورقية (الدولار) تحمل شعار:"هرم الملك زوسر أو الهرم المدرج وعين الست " دلالة على الإحاطة بكل شيء علماً. واستناداً على هذه الأدلة يمكن للمرء أن يدرك بسهولة ويسر أن قبيلة الخزر آريون عامة وقوقازيون من الخزر الترك وشرق أوروبا  مما يعني:

 أولاً :- من يحتل فلسطين الآن هم رجال الخزر أي هذه العوائل الخزرية.
 ثانياً : إن الغالبية العظمى من اليهود المعاصرين ليسوا من أصل عربي فلسطيني فهم لا يشكلون بأي شكل من الأشكال السكان الأصليين في أرض فلسطين، بل هم  يهود الخزر المشتتون في أصقاع الأرض من القبيلة الثالثة عشرة الخزرية  وهي من أعراق مختلطة نسبت نفسها إلى الديانة اليهودية ، كما أن الحركة الصهيونية أو جماعة التنويريين  لبست لبوس الديانة اليهودية وكانت في طليعة المشروع في استعادة فلسطين بقوة السلاح.
 وكان مؤسس هذا المشروع  يهودياً خزرياً يدعى "سليمان بن دوجي (أو روهي أو روي) يساعده ولده "مناحيم" وكاتب يهودي من فلسطين، وراسلوا كل اليهود البعيدين والأقربين في كل البلاد المحيطة بهم"، يقولون: "إنه حان الوقت الذي يجمع الله فيه شعبه شعب إسرائيل من كل البلاد إلى أورشليم المدينة المقدسة" وذكروا بأن "سليمان بن دوجي هو إيليا"( أحد أنبياء التوراة)، وأن ابنه هو المخلص المنتظر(6). 

 ارتكبت هذه القبيلة الخزرية عشرات المجازر في حق الشعب الفلسطيني ومارست أبشع أنواع الإساءات الفاضحة وانتهكت حرمة الإنسان ، وأحرقت الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى عام 1969م  لتحقق نبوءة الإمام علي أن رجال الخزر سيحرقون المسجد . في ظل هذه الأحداث المروعة  والتي شغلت أذهان شعوب العالم ،  بحيث باتت الأنظار تتجه نحونا ، والناس تتساءل هل هناك من مخلص منتظر  ؟ وهذه ستكون محطتنا الأخيرة. وللحديث بقية. والحمد لله رب العالمين.  

المصادر 
1.صحف إبرهيم جذور البراهيمية من خلال نصوص الفيدا ومقارنتها بالتطبيقات والروايات التاريخية ، أ.د. فالح العجمي
2.مملكة الخزر اليهودية وعلاقتها بالمسلمين والبيزنطيين في العصور الوسطى ، محمد عبدالشافي ، ص 37 ، 57 ، 85  
3. نفس المصدر السابق ، ص85 ، 60 
4.القبيلة الثالثة عشر ويهود اليوم ، أرثر كوستلر ترجمة أحمد نجيب هاشم 
5.المسيح الدجال وأسرار الأهرامات الكبرى ، منصور عبدالحكيم 
6.موقع الخنادق الإلكتروني ، 22-9-2022م  ، يهود الخزر والصهيونية


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير