في كل حقبة تاريخية لنا فيها عبرة ،  تعبر عن تركيبة ثقافية وأخلاقية  وعن سجل أحداث تاريخية لا يمكن لأي باحث أن يتجاهلها  ففي عام 2019 م  ضربت الأرض كوارث طبيعية من فيضانات وأعاصير ونزاعات بين الشعوب وزيادة انقسام المجتمعات إلى مجموعات معارضة وظهور طبقات اجتماعية متصارعة  وتفشي الأمراض مما أثار في نفوس الناس تساؤلات كثيرة ، هل هي علامات تنذر بظهور الأعور الدجال الذي جاء ذكره على لسان الأنبياء والمرسلين محذرين أقوامهم منه ومن أفكاره المضللة.

ولو تصفحت محرك جوجل ستجد هناك عناوين مختلفة مثل : علامات ظهور المسيح الدجال في العراق عام 2020 م ، ظهور المسيح الدجال في سماء العراق ، ظهور شخصية في تركيا لا تسمح لأحد لمسها  وتفوح منها رائحة كريهة ، قالوا إنه السامري ومنهم من قال إنه الأعور الدجال.  الأعور الدجال من أكثر الشخصيات جدلا في التاريخ ، ووجوده في الأسفار التوراتية وحديث الأنبياء والمرسلين عنه أربكني ، والذي أربكني أكثر عندما قرأت عنه في الأدبيات الإسلامية  والصورة التي صورتها تختلف كليا عن صورته  في كتب التاريخ ، من هو الأعور أو المسيح الدجال ؟

سمي المسيح الدجال بالمسيح تيمنا بالمسيح عيسى النبي عند المسيحيين ولكن هذه التسمية خاطئة ، فكلمة المسيح هنا لها ثلاث معان :-سمي بالمسيح لأنه ممسوح العين اليمنى أي أعور، والمعنى الثاني يقطع الأرض في زمن قصير، والمعنى الثالث يمسح الناس فيشفيهم من أمراضهم.  أما كلمة الدجال فمأخوذة من الدجل أي الكذب  والدجال  صيغة مبالغة تعني كثرة الكذب.  تتفق الديانات الثلاثة اليهودية والإسلامية والمسيحية حول صفاته أنه مفتول العضلات قوي البنية.

هذه الشخصية التي ينتظرها العالم اختلفت الأديان في هدف انتظارها ، المسيحيين والمسلمين ينتظرون محاربته لأنه عدو للبشرية ، أما اليهودية فلا وجود لشخصية اسمها المسيح الدجال عندهم وإنما تنتظر ملكا يدعى المسيح "المسيا" وهي كلمة تعني الشخص الممسوح بالزيت المبارك  وهو من نسل داوود النبي وسيخضع العالم لليهود ، ويستأصل كل الأديان ويقتل كل أصحاب الديانات لتبقى الأرض لليهود ، ليصبحوا سادة العالم  وحسب التلمود ستمطر السماء ملابس وأطعمة وهذا هو الخلود والحياة الأبدية للأعور الدجال. هل هذا كل شيء عن المسيح الدجال ؟  لا ليس كل شيء..

 يقول محمد عيسى داوود إنه المسيخ وليس المسيح ، وأنه يملك علوم الأرض ، وموقعه في مثلث برمودا فقد اتفق العلماء أن مثلث برمودا استوحى تصميمه المعماري من الهرم الكبير ونجمة داوود السداسية. (1) . طبعا هذه ليست المرة الأولى التي نرى فيها مثل هذه الاجتهادات فلكل زمان له تفسير عند الباحثين للأحداث التي يعاصرونها ، ولكن هناك عبارة لفتت نظري وهي (أن مثلث برمودا مستوحى من تصميم الهرم الكبير ونجمة داوود السداسية) ، سنتوقف هنا ونتساءل ما علاقة  الأعور الدجال بالهرم الكبير ؟ 

الهرم الكبير المقصود به  هرم خوفو، وخوفو هو ملك من الأسرة الرابعة  التي حكمت مصر، هنا يطرح تساؤل من  بنى هذا الهرم ؟ وهل هناك نسخة مشابهة له من قبل ؟ وما قصة الاهتمام بأهرامات مصر؟ هل هناك سر دفين فيها أم أنها مجرد مقابر لملوك حكموا مصر؟   ألا تتفقون معي أن كل هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات ، أعتقد أنكم متعطشون لمعرفة  الإجابات.  حسنا أنا أيضا متعطش مثلكم لمعرفة الإجابات عن كل هذه التساؤلات وغيرها إن وجدت ؛ لأن لا بد أن يكون وراء هذا الموضوع لغز كبير، خاصة بطلنا هو شخصية غامضة عند الكثيرين فهو بطل عند أتباعه ومطلوب للعدالة عند أعدائه ، التاريخ أخفى هويته ، والغموض لا يتعلق بحياته فحسب ، بل منذ بدأ بمشروعه والذي تلا وصولا إلى يومنا هذا ، لن أطيل الحديث أكثر، لأن ما ستقرؤونه سيكون مفاجأة لكم لهذا حافظوا على تركيزكم واربطوا أحزمتكم جيدا ؛ لأن رحلتنا وعرة نوع ما ، لننطلق على بركة الله.

تبدأ قصة الأعور الدجال  مع بناء هرم زوسر بجبانة سقارة شمال غرب مدينة منفس في مصر وهي المدينة التي أسكن فيها نبي الله يوسف أباه نبي الله يعقوب وإخوته. علماء الآثار يذكرون أن ملك زوسر كان يعيش في مدينة طيبة ، الملك زوسر هو مؤسس الأسرة الثالثة  التي حكمت مصر وهي بداية عهد الدولة الوسطى، طلب الملك زوسر من وزيره إمحوتب بناء مقبرة جنائزية ، فبنى هرم المدرج أو هرم زوسر ألحق به مخزن لحفظ الحنطة لزمن القحط ، وإمحوتب كان طبيبا ومهندسا.  إذن أول هرم بني في مصر هو هرم زوسر.

ولكن ما أثار استغرابي حين البحث عن الوزير إمحوتب وجدت أن عالم الآثار الفرنسي بول بارجيه ترجم عام 1953 م لوحة المجاعة بأنها تعود إلى العهد البطلمي حيث نقش عليها قصة السنين السبع ، وقلق الملك لحالة الجفاف التي وقعت فيها مصر، وموت 40 ألف مواطن مصري. (2)  هذه القصة تتطابق مع قصة نبي الله يوسف ، حين فسر للملك حلمه في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف وسبع سنبلات خضر يأكلهن سبع سنبلات يابسات ، وطلب منه أن يجعله أمين على خزائن الأرض أي على مقدرات الأرض. 

 سؤال : هل يمكن أن يكون نبي الله يوسف هو نفسه الوزير "إمحوتب" ؟  إذا رجعنا إلى تاريخ ما قبل الطوفان العظيم كان " أوزوريس أو أوزير أو هابيل" هو الذي ورث علوم أبيه آدم ، والقرآن الكريم تحدث عن التقدم الحضاري والعلمي في مصر فلماذا لا يكون يوسف ، أو إمحوتب ممن ورث هذه العلوم ، وهناك سورة في القرآن الكريم تسمى "سورة يوسف"  تروي قصة حياته وعبر عنها أنها أحسن القصص ، فإذا سلمنا أن نبي الله يوسف عاصر الملك زوسر في الفترة الانتقالية الثانية من الدولة الوسطى فإن أخناتون الذي ينتمي إلى الأسرة الثامنة عشر التي حكمت مصر من الدولة الحديثة لم يعاصر نبي الله يوسف  خاصة بعد معرفتنا أن هرم زوسر بني في عهد الأسرة الثالثة ،وهرم خوفو الكبير بني في عهد الأسرة الرابعة دليل أن الأهرامات بنيت قبل ظهور الأسرة الثامنة عشر التي ينتمي إليها أخناتون .

هناك نقطة مهمة وجب تبيانها بقفزة مستقلة عن مطلع البحث وهي أن الأبحاث الأثرية للوحة المجاعة كشفت لنا حقيقة أن نبي الله يوسف كان عزيز مصر العليا أي صعيد مصر قبل إحكام الهكسوس قبضتهم عليها والتي تحررت على يد الملك أحمس بن حورس مؤسس الأسرة الثامنة عشر ، مما يدل أن يوسف بعث نبياً إلى شعب مصر الصعيدي قبل ولادة الملك أخناتون ، هذا من جهة ،

 ومن جهة أخرى طالب العالم الأثري (أحمد عبدالحميد يوسف) مؤلف كتاب «مصر في القرآن والسنة» مؤلفي المسلسل الإيراني "يوسف الصديق"  إظهار دليلهم أن "يوسف الصديق"  ظهر في عهد الملك أخناتون ، زيادة على ذلك أن اللوحة كتبت في عهد البطالمة وهذا دليل أن كهنة معبد آمون الذين عاصروا المجاعة كتبوا قصة المجاعة على اللوحة مما أثار حفيظة بني إسرائيل الذين سمح لهم كهنة معبد آمون الدخول إلى مصر العليا والعيش فيها فاحتفلوا لتقديس الإله  "ست"  وفي الحفلة كسروا اللوحة حيث كشف علماء الآثار أنها مكسورة عن عمد لسرقة الحقيقة وطمس دور نبي الله يوسف في إنقاذ شعب كامل من الموت المحتوم.

 وبما أن اللوحة نقشت على حجر صلب لم يستطيعوا حملها ، بالتالي غيبت حقيقة منقذ أهل مصر من المجاعة ، وهذا الذي دفع اليهود إلى الإدعاء أن الذي أنقذ المصريين من المجاعة هو جدهم "جوزيف" أي "يوسف"  ليحرفوا الحقيقة عن موضعها على اعتبار أن يوسف النبي هو من نسل إسرائيل أي يعقوب النبي والحال نبي الله يعقوب غير إسرائيل (قابيل) ، ولكن لماذا اتخذ المصريون نبي الله يوسف إلها يعبد ؟ بعد البحث تبين أن المصريين لم يعبدوا  "إمحوتب أو يوسف النبي"  بل احترموه جدا وهو لم يدع الألوهية وإنما اليونانيون في العهد الروماني هم من اتخذوه إله الطب واعتبروه ابن (أبولون) وجده (هرمس) العجوز وهرمس هو نبي الله إدريس عند اليونانيين.

 من هنا نستنتج إن هرم زوسر الذي بناه  "إمحوتب أو نبي الله يوسف"  نسبوه لأنفسهم بأنهم هم من بنى هذا الهرم على اعتبار أن يوسف هو ابن يعقوب ، ويعقوب عندهم هو إسرائيل وليس قابيل لتختلط الأنساب فيما بينها فلا يميز بين نبي الله يعقوب وبين قابيل خاصة بعد اعتناق بنو إسرائيل عقيدة التوحيد على يد نبي الله يوسف وهؤلاء الذين أبقائهم الملك أحمس بعد حرب تحرير مصر من الهكسوس. من هنا كانت بداية تحريف التاريخ عند بني إسرائيل وظهور جماعات سرية  "الماسونية"  أطلقت على نفسها  "البناؤون الأحرار". 

ولكن السؤال المحير هو : لماذا اتخذت هذه الجماعة  "البناؤون الأحرار" أشكال الحضارة المصرية القديمة رموزا لها ؟  الجواب : لإضفاء الشرعية على معاملاتهم وعلاقاتهم مع الناس بأنهم من نسل شريف ، ولو تصفحنا التاريخ الحديث سنجد في وقتنا الحاضر أن الملك تشارلز ملك بريطانيا هو رئيس هذه الجماعة "البناؤون الأحرار" ومن قبله كانت أمه الملكة إليزابيث الثانية ، وهذه الأشكال التي تعود إلى حضارة مصر القديمة سنجد أنها رموز ملكية ضمن طقوس تنصيب الملك ، استعدوا لقراءة حقائق صادمة للغاية :-

أولا : عرش ملكة إليزابيث الثانية نصب فوق هرم متدرج نفس تدرج هرم زوسر أو الهرم المدرج أو هرم سقارة الذي بناه الوزير إمحوتب أو نبي الله يوسف. (3) ، ثانيا : التاج الملكي البريطاني في الأسفل يحتوي على 12 حجر كريم يرمز إلى 12 قبيلة من القبائل العبرانية وتسمت هذه القبائل بأسماء أبناء نبي الله يعقوب. (4) ،  ثالثا : الصولجان الذي كانت تحمله الملكة وانتقل بعد وفاتها إلى الملك تشارلز يعود أصوله إلى فراعنة مصر حملة  "الملك آمن"  وبقية فراعنة المصريين الذين أطلقوا على أنفسهم "أبناء الإله"  بعبارة أخرى ان الملكة اليزابيث الثانية والملك تشارلز بهذا اللحاظ هم من نسل شريف. 

 رابعا : التنورة التي ارتداها  الملك تشارلز في يوم وداع أمه الملكة إليزابيث الثانية تعود أصولها إلى فراعنة مصر، والغريب وجدت ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند مرتدياً تنورة أيضا لدى استقباله جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان في 15 -12-2023 م. (5) 
خامسا : العلم البريطاني ألوانه أحمر وأبيض وأزرق هي نفس ألوان تاجات الفراعنة الثلاثة. (6)
سادسا : الزيت المقدس الذي مسح به ملك تشارلز جسمه لتتويجه ملكا على بريطانيا هو نفس الزيت الذي يجب أن يمسح به المسيح أو الأعور الدجال جسمه ليكون ملكا على اليهود حسب اعتقادهم. (7).

حقائق صادمة أليس كذلك ولكن ما هو أكثر صدمة وجود حجر يعقوب النبي تحت عرش الملكة إليزابيث الثانية ويسمى بحجر القدر جُلِب من اسكتلندا إحدى الممالك البريطانية ، واسكتلندا كانت عميلة لحكومة الهكسوس الذين احتلوا مصر وطردهم الملك أحمس بن حورس كما أشرنا سابقا في تحقيق الوعد الإلهي الأول على يديه. (8)  و وفقًا لبعض الأساطير الاسكتلندية ، فإن الحجر له صلات توراتية ، وقد تم إحضاره إلى اسكتلندا عبر مصر من قبل ابنة فرعون ، يقول اليهود إنه الحجر التوراتي ويعود ليعقوب من سفر التكوين ، والذي كان وفقًا للعهد القديم هو ما استخدمه يعقوب كوسادة عندما رأى رؤيته الشهيرة عن درج يؤدي إلى الجنة ، والذي أصبح معروفًا مثل سلم يعقوب. (ملاحظة : ستجدون صور في الملف مرفق بصيغة بي دي أف للعلم).

سؤال : ما هي علاقة نبي الله يعقوب بالفراعنة ؟ هل حكام بريطانيا هم أحفاد الأنبياء ؟ أم أن حكام بريطانيا ممثلون للأعور الدجال طالما يمسحون بالزيت المقدس أجسادهم ؟ أم أن حكام بريطانيا أصولهم فرعونية ؟ وما هي علاقة الحكومة الهندية بفراعنة مصر ؟  ولماذا علقت الإذاعة الفرنسية بتاريخ 7- 4 -2021 حين نقلت حكومة مصر المومياوات بتاريخ 3- 4 -2021 إلى متحف جديد أن " موكب المومياوات الملكية أيقظت مشاعر الحنين إلى الفراعنة وهي لحظة استيقاظ البناؤون الأحرار ". وللحديث بقية........ الحمد لله رب العالمين

المصادر
1.احذروا المسيخ الدجال ، محمد عيسى داوود ، ص 48
 2. لوحة المجاعة  لوحة المجاعة  
 3.   صورة تتويج الملكة إليزابيث الثانية 
 4.القبائل الإثنا عشر العبرانية
 5.الملك تشارلز لحظة وداع أمه لبسا التنورة
6. ألوان علم بريطانيا هي نفس الألوان عند فراعنة مصر 

.7. الزيت المبارك

8: فيديو حجر القدر أو حجر يعقوب
   رابط أخر لحجر القدر أو حجر يعقوب

 ملاحظة مرفق ملف رموز الفراعنة بصيغة بي دي إف )