ليلة سقوط تل أبيب - تاريخ وأحداث وحقائق.6


في هذا البحث أنا أنبش الجذور التاريخية لبني إسرائيل وقد وصلت إلى أول خيط  لبيان أن إسرائيل غير يعقوب النبي ، هذه الملاحظة توصلت إليها بعد تفكيك النصوص المقدسة من القرآن الكريم والجمع بينها وبين النصوص التوراتية وما دون في  تراث الحضارة المصرية القديمة.  سؤال : إذا كان سبب جريمة القتل هو التنافس على العرش حسب ما ورد في التوراة ، فما هو هذا العرش ؟ ركزوا معي على الجواب رجاء.
جاء في الآية 31 من سورة البقرة  " وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة ..". 

 يقول صاحب الميزان: إن التعليم إيداع العلم في الإنسان ( ويكون معنى تعليم الأسماء إيداع هذا العلم في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجا دائما ولو اهتدى إلى السبيل أمكنه أن يخرجه من القوة إلى الفعل) (1) .ويذهب الدكتور محمد شحرور في مقابلة له مع قناة مصرية  " أن آدم هو اسم جنس لمجموعة من البشر، والتعليم هو ما ميزه عن بين باقي المخلوقات وهذا التعليم  هو التمييز بين الأشياء وهو ما عبر عنه القرآن الكريم وعلم بالقلم ، والقلم هو التمييز بين الأشياء ، أما العرض هو عرض المسميات وليس الأسماء المجردة  لأن الأسماء المجردة لا تعرض وإنما الحسيات هي التي تعرض". 

 نحن أمام  نوعين من التفسير أحدهما تفسير موضوعي ترتيبي  والآخر تفسير موضوعي بالمعنى  وكلاهما لم يختلفا من حيث تشخيص المواضيع ومن حيث معرفة خواص الآيات ، لأنه إذا كان القرآن الكريم فيه تبيان لكل شيْ فمن باب أولى أن يكون تبيان لنفسه. 
 ولو جمعنا خواص المعاني في التفسيرين ، نستخلص أن الله سبحانه وتعالى علم آدم كل أبواب العلم ، وآدم نقل هذه العلوم لابنه هابيل ( أوزير أو أوزوريس)  فأصبح هو وراث أبيه ، وهو ما عبرت عنه التوارة بالعرش ، والعرش مصطلح ورد ذكره  عدة مرات في القرآن الكريم  " ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية " الحاقة -17 ، " ورفع أبويه على العرش"  يوسف - 100، " الرحمن على العرش استوى"  طه -5  وقد اتفق المفسرون  أن العرش هو استواء في التدبير وعلو في الأمر. 

إذن هذه الهيمنة هي الإحاطة بأسرار العلوم كلها ، وبديهيا لا يمكن أن تبقى هذه  العلوم مخزونة  في الصدور ولا نجد لها في الواقع أثراً نستدل به في كتابة  تاريخ تلك الحقبة الزمنية التي عاش فيها آدم وأسرته.  وإذا نبشنا التاريخ سنجد  آثار هذه العلوم في مصر، أن أوزوريس (هابيل) هو أول من اخترع  طريقة تحنيط الجثث ، وأول من صنع الفأس الحديدي واستخدمه في الزراعة ، وأول من صنع المراكب البحرية ، وأولمن بنى مدينة أبيدوس في مصر وكانت تعتبر أول عاصمة لأسرة حكمت مصر في العصور القديمة..

وحسب المدونات المصرية القديمة  إن هذه الأسرة سميت " بأسرة مينا " ، وبعد مقتل "هابيل أو أوزوريس أو أوزير"  بني له فيها معبد سمي بمعبد أوزوريس  واعتبر إله حارس الحياة. وقد اكتشفت لوحة أثرية مكتوب فيها أسماء ملوك الأسر التي حكمت مصر وأول اسم هو الملك مينا والثاني حور أو حورس ، وحورس هو ابن أوزوريس (هابيل) الذي صارع عمه وانتقم لدم أبيه ولكن "ست أو قابيل" هرب على حمار، مما يدل أن جريمة القتل وقعت بعد زاوج هابيل من إيزيس ، وكانت إيزيس حاملا بحورس  

 وكما هو معروف لدى الجميع أن آدم أجبر على الهبوط من الجنة التي كان فيها إلى مكان آخر، جاء في سورة الأعراف آية 24 " قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ"  الهبوط يعني انتقالاً إجبارياً من مكان إلى مكان للإقامة  أو الاستقرار فيه وليس انتقالاً من العلو إلى الأسفل ، وهذا يدل أن آدم  انتقل من بلد  آمن مطمئن يأتيه رزقه رغدا  حيث يشاء إلى بلد آخر على الأرض ، وعندما رأى قابيل (ست) المنزلة  التي وصل إليها أخوه  "هابيل أو أوزير"  حسده ، والحسد يبدأ بقتل صاحبه وتمني زوال النعمة عن المحسود ، هذا الوعي المؤلم قاد  "ست أو قابيل"  إلى خطيئة شنيعة التجأ إلى سلوك عدواني شيطاني.هكذا تشكلت فصول هذه الجريمة بين الخير والشر، من هنا يبدأ فصل آخر في تاريخ البشرية بظهور كيان اجتماعي جديد يحمل في طياته الشر ومحاربة الخير بكل معانيه ، والخروج عن تعاليم الرب والتمرد على أحكامه وإعلان العصيان عليه سبحانه وتعالى ، فقد جاء في سفر التكوين :-  

" قالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: « أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟ » فَقَالَ: « لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟ » 10 فَقَالَ : « مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ. 11 فَالْآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ! 12 مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي الأَرْضِ ». 13 فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ : « ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ. 14 إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهًا وَهَارِبًا فِي الأَرْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي"  فقال له الرب : « لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه ". (2)   (ملاحظة  النص الأخيرة من سفر التكوين  لمعنى نفسه من سورة المائدة آية 32 : " ومن أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكانما قتل الناس جميعا.")

إذن جاء العقاب السماوي لقابيل " ست "  بطرده من رحمة الله  ويكون تائها لا يحق له أن يتخذ من أي أرض موطنا له فكل أرض محرمة عليه ورغم ذلك لم يأبه للتوبة التي أرادها الله له عندما سأله أين هابيل أخوك ، فلم يقبل التوبة وواجه الله بخطيئته فأصبح مصارع الله وسماه الله في كتابه " إسرائيل".   يقول إنجيل يوحنا 8:44 عن السيد المسيح وهو يخاطب بني إسرائيل :

" أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ، ذاك كان قتالا للناس من البدء لم يثبت في الحق لأنه ليس فيه حق متى يتكلم الكذب فإنما يتكلم بما له لأنه كذاب وأبو الكذابين" هكذا كان " ست أو قابيل" وصف في القرآن الكريم " بإسرائيل "  أي مصارع الله وعند المصريين القدماء " تيفون" واتخذه العبرانيين إلهاً يعبدونه."

من هنا نستنتج أن الآثار القديمة في مصر قدمت لنا النظرة التفصيلية الشاملة لتطور الحياة  والتسلسل الزمني قبل التوثيق التاريخي.  وهذا التنوع التاريخي ساعدني على جمع المعلومات عن آدم وأسرته ووضحت هذه الآثار نمط الحياة التي كان يعيشها ، والإبداع العلمي في بناء المباني وصناعة الأدوات التي ساهمت في تحسين معيشة المجتمعات ، والأهم من ذلك أنهم كانوا يكتبون حركتهم اليومية على الجدران والأواني وبذلك استطعت الخروج بالنتيجة النهائية أن " قابيل  أو ست هو إسرائيل".  

سؤال : إذا كان " إسرائيل أو قابيل أو ست " لا صلة له بيعقوب النبي من حيث النسب فكيف أصبحت ذريته من سلالة الأنبياء ؟  وهل فعلا هناك أنبياء من بني إسرائيل ؟ ،،،، الحمدلله رب العالمين 

لمصادر : - 
1. تفسير الميزان ، السيد الطباطبائي ، جزء 1 ، ص 116
2. سفر التكوين  14:13:12:11:10:4


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير