كان الكلام عن ميل الذكر للأنثى والعكس صحيح ، وهذا الميل أكدت عليه النصوص القرآنية  والروائية   وكذلك العلوم الإنسانية  ، يقول  كارل يونغ في كتابه البنية النفسية للإنسان أن في داخل كل ذكر أنثى وفي داخل كل أنثى ذكر  وعلم النفس أيضا تحدث عن هذه النظرية و أثبت  أن هذا الميل يولد علاقة بين الجنسين ، وهذا الميل هو ميل تكويني ، أن الذكر ولد لينجذب للأنثى كذلك الأنثى ولدت لتنجذب للذكر ولكن  لتكوين هذه العلاقة لنفترض إقامة علاقة خاصة ضمن هذا الميل السؤال  هذه العلاقة تكوينية أم لا هي علاقة اعتبارية أيا منهم ؟  دعوني اوضح أكثر  ركزوا معي رجاء 

الرجل أو الذكر عندما يظهر ميله إلى الأنثى ويريد أن يقيم علاقة ترابط معها لتكوين الاسرة  هناك شروط لبناء هذه الأسرة ما هي هذه الشروط ؟  النفقة بيد الزوج ، القوامية بيد الزوج  ، الطلاق بيد الزوج إلى آخر القائمة  هذه الشروط من أين منشأها ،  هل منشأها تاريخي اعتباري اجتماعي أم إن منشأها تكويني ؟

 إذا قلت تكويني  فالشروط لا تتغير الذكر يولد وبيده صك صلاحية  القوامية على المرأة ، يولد وبيده صك  صلاحية الطلاق ، يولد وبيده صك صلاحية الحضانة ،  يولد وبيده صك عدم أحقية الزوجة في الأرض من الميراث  السؤال  هل يوجد بديلا لهذه المواصفات لتكوين الأسرة أم لا توجد ؟  

السيد الطبطبائي في( تفسير الميزان  في الجزء 2 ص 232  بنى الإسلام شريعته على أساس الفطرة والخلقة )  وهذا يعني أن القوامية التي اعطيت للرجل هي بناء على خصوصية  فيه  وهذه الخصوصية  تكوينية  لا تتغير لأنه يملك قوة بدنية ، والفطرة هي من أجل إيجاد التوازن في إعطاء كل فرد من الوزن في المجتمع  والتأثير وباقي الكمال في الأسرة وعليه الأحكام الفقهية جاءت لتلامس فطرة الإنسان من الذكر والأنثى وتكوينه ، جيد جدا

السؤال هل كل الأحكام الفقهية في تنظيم الأسرة تكوينية  ؟  طبعا لا ،  لأن القرآن الكريم أشار  إلى أن هناك اختلاف فكري وثقافي واجتماعي وليس فقط اختلاف تكويني  فالأحكام يجب أن تكون ضمن قاعدة الاختلاف  تاريخي اجتماعي أم تكويني ؟ بلا ادنى شك على اختلاف اجتماعي تارخي  لنوضح أكثر  ، انت أسال أي شخص عمل في جهاز الشرطة هذا السؤال  قانون المرور  لماذا يختلف عندكم عن قانون المرور في دولة أخرى بريطانيا مثلا  ماذا سيكون جوابه ؟  ا

الجواب  الناس في بلدي أرادوا هذا التنظيم المروري وفي بريطانيا أرادوا ذاك التنظيم المروري فالقوانين وضعت بناء على رغبة المجتمع  وبمرور الزمن تغيرت قوانين كثيرة وهذا يدل على أن التشريعات القانونية منشأها الاجتماع ،  ماذا يقول الفقهاء عن الأحكام في الرسائل العملية في تنظيم الأسرة هل هي تاريخية اجتماعية أم تكوينية ؟ 

تعالوا معي لنفكك التوجهات الفقهية في تنظيم الأسرة  نحن عرفنا أن القانون منشأه المجتمع  لهذا تتغير القوانين  بين فينة وأخرى حسب تغير الزمان والمكان  أما فقهيا  فكما رأينا أن السيد الطبطبائي اعتبر الأحكام الفقهية في تنظيم الأسرة فطرية وتكوينية وجودية ؟ ماذا تعني  التكوينية ؟ 

 نحن في أبحاثنا السابقة ماذا  قلنا عن نظرة ارسطو إلى المرأة  ؟ إنها حيوان مثلما نضرب الحيوان ليتحرك كذلك يجب ضرب المرأة لكي تطيع ،  وملا الصدر ماذا قال عنها  ؟هي بهيمة نستمتع بها والسيد السيستاني ماذا قال عنها ؟  أنها شيطانه لأن علي إبن أبي طالب قال عنها ذلك 

 هذا هو المعنى أن المرأة تكوينا خلقت حيوانه بهيمة شيطانة حقيرة نجسة  هذا الاتجاه موجود في التراث الشيعي أم لا  ؟ نعم موجود  لهذا تباعا ترتبت عليها أحكام فقهية مثلا  خروج المرأة من بيت زوجها دون إذنه حرام  لماذا حرام ؟  لأنها يجب أن تكون في القفص مثل الحيوان  ماذا يقول القانون في منع الزوج زوجته الخروج من المنزل ؟ سيقول أنا سأضع الزوج داخل القفص إذا خالف  قانون الحرية الفردية 

السؤال  الذي يطبق القانون إنسان أم كائن آخر من كوكب آخر؟ إنسان ،  و الفقيه الذي منع المرأة من الخروج إلا بإذن زوجها إنسان أم كائن آخر من كوكب آخر ؟ الجواب إنسان أيضا  إذن لماذا الاختلاف على اعتبار أن  الذكر والأنثى تكوينا خلقوا هكذا ، فلماذا اختلفوا في تطبيق مسالة واحدة في التنظيم الأسري ؟  الجواب  إن الاتجاه الأول الذي يمنع المرأة من الخروج من المنزل  حسب ثقافته عدم الأخذ بالاختلافات التاريخية  والفكرية والثقافية والاجتماعية  بين الجنسين 

 والاتجاه الثاني الذي سعى إلى فك القيود عن المرأة  وضع بعين الاعتبار التغييرات الاجتماعية والثقافية والفكرية بين الجنسين ، فإذا كان الإسلام بني على  الفطرة والخلقة  حسب مبنى السيد الطبطبائي ، فإن التغيرات الاجتماعية التاريخية لا تقبل بهذا المبنى للسيد ، والدليل  أنت عندما تريد أن تزوج إبنك أنت تختار له الفتاة أم  لا هو من يختار لنفسه شريكة حياته ؟  هو يختار لنفسه شريكة حياته  سابقا كنت أنت ، أما اليوم فلا ،   فالفقه يجب أن ينظم أحكامه طبقا لهذه التغييرات أليس كذلك ، سأقرب لكم المعنى 

من منكم لم يشاهد مسلسل يوسف الصديق ؟ أغلبكم أن لم يكن جمعيكم شاهده  في إحدى حلقات هذا المسلسل هناك مشهد تدخل زوجة نبي الله  يوسف  أسينات على اخناتون الملك  في مجلسه وقد اجتمع عنده نبي الله يوسف و قادة الجيش ووجهاء القوم ، وكبار رجال الدولة . زوجة  نبى الله يوسف رأت  الحاكم وكبار رجالات الدولة وهم أيضا رأوها .

 أنتم ماذا تقولون عن لسان سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة  خير للمرأة أن لا ترى رجلا ولا يراها رجل  هذه عقيدتكم الحقة  أليس كذلك ، نبي الله يوسف طبق هذه العقيدة على زوجته أم لا ؟  اعتقد كلامي واضح  ، العاقل بالإشارة يفهم  ، جيد، ثم  الذي مثل دور نبي الله يوسف وزوجته أسينات  هل  هي زوجته الحقيقية أم هو تمثيل سينمائي فقط ؟  تمثيل سينمائي فقط   السؤال أكيد هذان الممثلان يقلدان مرجع دين ما أليس كذلك  ، ممتاز، ماذا يقول فقهاء الشيعة في الإنتاج السينمائي ؟

الشيخ عادل  أل جوهر من القطيف – السعودية ،  أسس مجموعة  الكترونية مغلقة  على  منصة تليغرام  سماها – جامع الاستفتاءات -  تعالوا لنرى إجابات الفقهاء حول الإنتاج السينمائي كما نشر في هذه المجموعة :  الشيخ فياض  لا يجوز ، الشيخ وحيد الخراساني  يحرم التجاوز على أهل العصمة (كشف الوجه عنده للمعصوم حرام )  ،  السيد السيستاني  لا يجوز مخالفة العقائد الحقة  ،  ، السيد صادق الشيرازي الغالب فيه الاختلاط فهو حرام  هذا الاتجاه الفقهي الأول

  طبعا هذا المسلسل صور في ايران -  دولة الولي الفقيه -  تعالوا لنرى جواب الولي الفقيه في التمثيل السينمائي  علما أن الولي الفقيه السيد الخامنئي  غير مدرج ضمن قائمة الفقهاء ال 14 فقيها  في المجموعة السالفة الذكر  ، لماذا  ؟  و نحيطكم علما أن فتاوى  الشيخ وحيد الخراساني وفتاوى السيد صادق الشيرازي  مدرجة  ضمن  المجموعة  وكلاهما يعيشان في دولة الولي الفقيه – إيران - الآن سيتبين لكم  السبب 

 قال الولي الفقيه (نظرا إلى أن السينما وسيلة التوعية والإعلام فلا بأس في تصوير وعرض ما يمكن أن يستفاد منه لوعي الشباب وغيرهم وفي نشر الوعي والترويج للثقافة الإسلامية ) هذا الاتجاه الفقهي الثاني 

مع جل احترامي لجميع فقهاء المسلمين الشيعة  الفارق  واضح بين فقيه  لم ينظر إلى المتغيرات الاجتماعية  وركن إلى  ثقافة عصر تبعد عنه 14 قرن من الزمن  ، وبين فقيه نظر إلى  المتغيرات الاجتماعية  في زمانه ودور الثورة المعلوماتية  الكبير  وتأثيرها  على المجتمع البشري  في كافة مجالات الحياة . 

الآن قل لي لو اعتمدنا  على  الاتجاه  الفقهي الأول في عصر الثورة المعلوماتية فلن يكون لدينا  لا تمثيل ولا دور سينما ولا إعلام ولا دعاية  ولا ولا ولا  بعبارة أخرى سنلغي  أهم وسيلة إعلامية ودعائية أنت بأمس حاجة إليها  لنقل المعلومات ،  اسأل  أي أخصائي نفسي عن دور الإعلام في  معالجة قضايا الأسرة ، ستجده  لن يخرج عن دائرة توصيف الولي الفقيه للسينما و أهمية دورها الإعلامي والدعائي .

نكمل بحثنا في الحلقة (4) إن شاء الله تعالى...... إلى اللقاء