المرأة في فكرالسيد (كمال الحيدري) المشروع الإصلاحي في الفكرالشيعي الجزء 6 والأخير


الشريعة الإسلامية هي خاتمة الشرائع وناسخة ما دونها ، فهي بقوة المنهج صالحة لكل عصرولكل زمان ولكل منهاج ، هذه الرسالة أعطيت لشخصية هي في مستوى تحمل المسؤولية ولها القدرة في نقل الشريعة إلى العالم ، إنها شخصية محمد بن عبدالله (ص) كان قويا في تفكيره وجهاده على خرافات أمته وجاهلية شعبه ، وهو من قابل عبدة الأوثان والأصنام في عصره وبشدة ، واثقا بإيمانه من الظفر وإعلاء كلمته لتثبيت أركان عقيدة الشريعة الإسلامية ، فهو المرسل الإلهي لهداية الناس ونشرعقيدته التي توافق العقل لم

يضمرالخداع في قلبه أو يعيش الباطل ، فهوالمعلم والرسول والأب الحنون على أمته ، هذه صفات الشخصية التي مازالت تنقل

الصورة الناصعة لوصف الشريعة للعالم وتتحدى أي عالم أو مفكر أو مراكز للبحوث أن لا يجدوا حلا لمعضلتهم عند محمد بن عبدالله (ص) حتى لو تعلق الأمربالفضاء الخارجي وما يحتويه من أسرار كونية فإنهم سيجدونه (ص) قد تحدث عنها قبلهم بالآف السنين، لأن اعتماده هوعلى المنهجية الإلهية التي رسمت له خارطة الطريق إلى يوم القيامة وجمعت له المنهج بين دفتي (القرآن الكريم) ونحن عندما نريد التحدث عن عقول عظيمة نهلت من هذا المعين لتأخذ منهجية الشريعة الإسلامية وذلك لبلورة اهتماماتها ليس في الجانب الميتافيزيقي فحسب بل لفهم أبعاد التجدد في المعارف الإسلامية والإجابة على التساؤلات مواكبة للعصرالجديد والتي عجزت عنها الشرائع السابقة بمقتضى تأثيرالزمان ، فإننا نتحدث عن عملية الإصلاح في الفكر وهو ما ذهب إليه سماحة السيد (كمال الحيدري) في كتابه (مفاصل الإصلاح في الفكرالشيعي).

إن فكرة مشروع الإصلاح في الفكرالشيعي ليست جديدة ، ففي سنة 1943 م تحدث الشيخ (شريعت سنلغجي) في كتابه (الإسلام والرجعة) ــ باللغة الفارسية – تناول بكل شجاعة وجرأة غير مسبوقه على روايات خروج الإمام المهدي (ع) التي تقول إنه سيضع السيف على رقاب خصومه وقت خروجه وانتقدها ، لقد فتح سنلغجي الباب من أجل تصحيح الفكر، جاء بعده (علي شريعتي) في كتابه (التشيع الصفوي والتشيع العلوي) ثم (الإمام الخميني) في كتابه (كشف الأسرار) والآن سماحة السيد (كمال الحيدري) هؤلاء كلهم تعرضوا إلى هجمة شرسه من المرجعيات الدينية والتي تخشى من أي حركة تصحيحية وتعتبرها خطرا يهدم قدسيتها ومصالحها ويهدد وجودها ، وخشيتها على نفسها أكثرمن خشيتها على العقيدة الإسلامية ، فلو قدمت بعض المرجعيات الدينية المنهج السليم للعالم وابتعدت عن الإنحرافات في العقائد لما ظهرت لنا فرق البهائية والقرامطة والسبئية والقاديانية والصفوية والنصيرية ، علما إن بعض هذه الفرق ما زالت تبطن الأذى للمسلمين الشيعة ولعقائدهم.

من هنا يجدربنا القول أن التحريف في المفاهيم التي أطلقتها المؤسسة الدينية (المرجعية) ــ البعض منها ــ بتحويل المذهب إلى شعائر تحتكرها هذه المؤسسات ذات طابع بيروقراطي والتي تعزل المجتمع الشيعي عن قضاياه الاجتماعية والسياسية والإقتصادية وغيرها فهذا إسلام رجال الدين ــ البعض الذين احتكروا لأنفسهم تفسيرالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وروايات الأئمة الطاهرين (ع) ــ وليس إسلام محمد بن عبدالله (ص) ، رغم إن الإسلام توجه لعقول المسلمين بشكل مباشروبسيط لا يحتاج إلى وسطاء كما يقول السيد (كمال الحيدري) " فمثلا الشيخ باقرالمجلسي صاحب كتاب بحارالأنواروالمليء بالخرافات يعتبرالإطارالعام للتشيع ورمزا للفقه الشيعي ".

 

والمشكلة التي نعاني منها اليوم أن البعض يرفض قراءة الواقع وإعادة النظرفي مضمون الفكرالشيعي ومدى تطابقه للواقع من منطلق إن الشريعة الإسلامية صالحة لكل عصروزمان ، فإذا طلبنا منهم قراءة الواقع هنا يتسأل البعض ماهو رأي المرجع الفلاني في هذه القضية ؟ ، ويدعو إلى تقليد هذا المرجع علما ما يطلق عليهم مسمى (المراجع) البعض لا يتدخل إلا في الفقه والأصول لا شأن له بالجوانب الحياتية الأخرى ولا يجتهدون في المسائل المصيرية ، لهذا ترى معظم مؤلفاتهم حول ــ النجاسة والطهارة ــ بل أكثرمن ذلك يطلبون من وكلائهم التركيزعلى هذه المسائل والزيادة في نشرها وإضافة الأحكام على شاكلتها من قبيل تكفين الميت وكيف يغطى أنفه بالقطن وقت التكفين ، وهل الدخول إلى دورة المياه بالرجل اليمنى أم اليسرى ، هذا أفقدهم الدراسة في المباحث الأخرى ، على سبيل المثال وليس الحصرماهي منهجية القرآن في التعامل السياسي والاقتصادي وغيره والذي ليس محل الإجتهاد إلا إن وجد من يتصدى لهذه الأمور فإن المؤسسة الدينية في هذه الحالة تجمع وتصنف دون أن تحلل أو تدرس الموضوع وتقدمه للناس بدون وعي ، ومن يقوم من الطلبة بالتحليل والدراسة فإنهم يقطعون عنهم الأموال ويطردونهم من حلقات الدرس بحجة إنهم لا نفع يرجى منهم ليكونوا مجتهدين ،

 

وهكذا تظهرلنا حقيقة وجوههم وإدعاءتهم الفارغة في نشرالعقيدة الإسلامية فأصبح هوس العمامة من يدفع أكثرليثبت هل خلقت المرأة من ضلع أعوج أم لا ، وهل أن النبي (ص) كان يسهو في صلاته أم لا ، ولعنة الله على من لم يعتقد بسهوالنبي (ص) كالشيخ الصدوق الذي قال : " وأما الغلاة الذين لايعتقدون بسهوالنبي عليهم لعائن الله " ليس هو وحده القائل بسهوالنبي في صلاته ، بل الكليني صاحب الكافي والسيد الخوئي في (صراط النجاة جزء 1 ص 461) أيضا قالا أن النبي (ص) سهى في صلاته (دروس السيد كمال الحيدري).

إذن المسألة أصبحت تنافسية من يجلب أكبرعدد ممكن من المقلدين حتى أصبحت ثلث الأخماس تدفع لهم مجانا هدية (كسهم السادة) مثلا المخالف لروحانية القرآن الكريم في التميز بين قوم على قوم وصنف على صنف وسلالة على سلالة وأل على أل وسهم السادة على سهم الإمام الذي لا معنى له يعطى نصف أموال الخمس دون مبررفقط لأنه من سلالة الأشراف ، هل هذا ميراث ورثه عن أسلافه ونحن نتحدث عن الملكية ومساوئها ، مع أن القرآن الكريم كان واضحا بقوله " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ــ سورة الحجرات آية 13 ــ والعجيب إنهم يؤلفون كتبا في الحيل الشرعية (الإسلام يجد حلا لكل شيء) هذه الكتب يقرأها الشاب ويعتقد بالمؤسسة الدينية وبالعلماء ويقدسها (نفس المصدرالسابق).

 

من هنا تولدت الإنشقاقات في الشارع الشيعي ، وإكمالا لمسيرة التقسيم والإنشقاق الداخلي وترويج لبعض رجال الدين حيث ظهر في أوساطهم هوس الشعائرالحسينية كالتطبيرمثلا بقولهم (راح نطبرلأجل عينيك ياعلاوي) ويقصدون به السيد (علي الخامنئي) الذي أفتى بحرمة التطبير، وأيضا مقولة المرجع (بشيرالنجفي) للشباب يفتي لهم بالتطبيربقوله (طبرثم طبرثم طبروقل لهم هذا رأسي وليس رأسك) ، وشعيرة التطيين الجديدة (التوغل في الطين) وشعيرة نطح الرأس بالجدار، وشعيرة كلب رقية ، هذه كلها مخالفة للقرآن الكريم ، بل وتفننوا في استحداث تلك الشعائرالحسينية فأنشئوا قناة فضائية مستقله بمسمى (الشعائر) تبث هذه الخرافات وتحرف المفاهيم ، وبهذا أوجدوا لنا جيلا مهوسا بالشعائردون فهم.

والأعجب نجد هذا المهوس يصعد المنبرالحسيني ويتحدث في الفقه والأصول دون أن يكون له باع في هذه الدروس سوى إنه سجل حضوره في حلقة درس عند بعض المجتهدين فأصبح مؤهلا للإفتاء والمسؤولية الشرعية وإستلام الأموال من البسطاء باعتباره وكيل المرجع الفلاني ، وتجمع الأموال لمشاريعهم الخرافية بشكل أو بآخر، والأمثله كثيرة على هذه العمليات التنافسية ، أنت إسأل الشاب الشيعي عن الإسلام وعن عقيدته ، جوابه سيكون إسلام النجاسة والطهارة فقط وعدم النيل من رجال الدين عامة ، وإسلام التطبيربنعال المشاية هذه الشعيرة ظهرت لنا في الآونة الأخيرة بأن يأخذ المطبرنعال أحد المشاية بدل السيف أو الخنجر ويضرب بها نفسه ، وإسلام محاربة من اختلف معك في الفكر، والغريب في الأمرأن المؤسسة الدينية يقول السيد كمال الحيدري (لا تتدخل لتقول لهؤلاء من أنتم حتى تقررون أن هذه هي الشعائرالحسينية أم لا) ، ومن أعطاكم حق نشرثقافة إقصاء الآخرين ومحاربتهم دون دليل مما رسخ القناعة في ذهن الشاب والشابه أن ما يفعله بعض رجال الدين صحيح ، وهذا هو الخطر والإنحراف الذي يجب تصحيحه والوقوف أمامه.

إن مشروع السيد (كمال الحيدري) الإصلاحي في الفكرالشيعي وخشيته من خطرالإنحراف عن العقيدة السليمة لا يضره هو بل ينعكس ذلك سلبا على التابعين للمراجع ومقلديهم ، لأن سلامة العقيدة تأتي من سلامة المنهج السليم ، وما يقدمه سماحته إلى العالم اليوم سواء في العلوم الفقهية أوالأدبية أوالثقافية عامه هو انتصار لخط ومنهجية الشريعة الإسلامية الحقة ،

وكان الهدف الأساسي لسماحته هو أن يكشف الخلل الذي أصاب المنهج في الفكرالشيعي الذي ينقل إلى العالم عبرمؤلفات وأفكار روجوها في الأوساط الشيعية عبرالمنابرالحسينية ، وقد توصل سماحته بعون من الله تعالى إلى الخروج من القلق الذي صاحبه في التضارب الفكري والعقدي ليقدم منهجية سليمة قائمة على منهجية القرآن الكريم.

 

ومع الهجمة التي تعرض لها سماحته ولم تخمد نارها بعد ، إلا إن عملية الإصلاح في الفكرالشيعي قد شقت طريقها وبشكل واسع وكبيرجدا متأثرة بالخطابات والدروس التي يبثها سماحته عبر الوسائل الإعلامية المرئية والمقرؤة مما ساعد على ظهورشريحة وعدد لايستهان به من الباحثين والمفكرين والكتاب في جميع أنحاء العالم ممن ساهموا ويساهمون في توسيع دائرة هذه الحركة الإصلاحية التي ينادي بها سماحته ، ولا أستبعد نفسي عن هذه الشريحة وأنا متأكد إن هذا المشروع الإصلاحي في الفكرالشيعي كما هو في توسعه الآن فإنه حتما سيطغى على كل السلبيات العقائدية والتي ما زالت ترقص في أذهان البعض لسبب أو لآخر ويسد الطريق أمامهم في تنفيذ مشاريعهم الخرافية بلا منازع ، لأنه في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.

وآخر دعوانا أن الحمدالله رب العالمين.


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير