الإمام جعفرالصادق (ع) رائد النهضة العلمية (1)


أنا أسجل ملاحظات عن سيرة الزعماء والعظماء تتناقلها الوسائل الإعلامية هنا وهناك ولكن لا أكتب عنها بشكل دراسة السيرة من الولادة وحتى الوفاة جل اهتمامي هو في حركة المجتمعات ودراسة التوافقات والمتناقضات الفكرية بين الأديان والمذاهب في العالم من أجل صياغة أطروحة جديدة وفكر جديد لتنمية العقل الإنساني.

إلا إنني أخبرتكم سابقا بأني سأتحدث في كل مناسبة من مناسبات إحياء أمرأهل البيت الطاهرين(ع) ، وفي ذكرى إاستشهاده سيكون موضوعنا عن سيرة حياة هذا الإمام العظيم بما يتسع له المجال.

واقعا هناك شخصيات لعبت أدوارا على مسرح التاريخ ، البعض وقف تحت أضواء الزمن فإذا أصابته عواصفه وتقلباته تراجع إلى الخطوط الخلفيه هذا نوع ،

والنوع الثاني بقي في مقدمة المسرح ليلعب أدوارالعطاء في كل مرحلة من مراحل التاريخ وتحدى تقلباته حتى إذا دارت عليه دوائر الزمن لن يكون مجرد فلاشات تنطفئ ، ولن تمحى ملامحه ، بل سيبقى عطائه ترفع له القبعات ما بقي الليل والنهار.

وشخصيتنا من النوع الثاني التي مازالت مدرسة علمية أخلاقية سياسية دينية فلسفية تنهل منها الأجيال في شتى ميادين العلوم الحياتية.

وتعلن بافتخار للعالم بقولها (صغيرنا جمرة لا تداس وكبيرنا علم لا يقاس) وهي شخصية الإمام جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ع).

ولد جعفرالصادق(ع) سنة 80 من الهجرة ، في السيرة الذاتية له وردت إشارة جميلة لأحمد الجنابي سنة 2013 م على قناة الجزيرة (ساهمت المناظرات التي جرت في حلقة الصادق الفقهية في تأسيس المذاهب الإسلامية التي نعرفها اليوم).

من شدة ورعه وعمق عبادته وحسن أخلاقة انجذب الناس إليه وتلاحمت معه مما رأت فيه من تجليات صفات بيت النبوة (كصدق الحديث وتقديمه الناس على نفسه وغيرها من الصفات).

 

يقول الحافظ المزي في كتابه (تهذيب الكمال) ج5 ص 78 عن عمرو بن أبي المقدام قوله : " كنت إذا نظرت إلى جعفربن محمد ، علمت أنه من سلالة النبيين" ، ويقول الشهرستاني في(الملل والنحل) إن جعفر الصادق : " من جانب الأب ينتسب إلى الشجرة النبوية ، ومن جانب الأم ينتسب إلى أبي بكر الصديق ، وقد تبرأ عما كان ينسبــه إليه بعض الغلاة وبرئ منهم".

وقد حكم الذهبي بأنه كان أهلا لتولي الخلافة في(تاريخ الإسلام)ج 1 ص 93 عن أهليته للخلافة مثلما قاله عن أبيه الباقر : " مناقبُ جعفر كثيرة ، وكان يصلح للخلافة لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه رضي الله عنه ".

إن ما يدعوا للعجب إننا لم نقرأ عن المحققين الحقيقين من المسلمين قاطبة أن جعفر الصادق(ع) كان إمام الشيعة فقط ، بل كان إمام جميع الناس دون إستثناء ،

وكان حريصا (ع) على اتحاد النسيج الاجتماعي الإسلامي ، ولم يدعوا يوما إلى الكراهية والطائفية والمناطقية ، بل كان مصداقا للآية الكريمة 107 من سورة الأبياء " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ".

وقد انصهر في المجتمع وأصبح واحدا منهم حتى كان لا يميز بينه وبين طلابه إذا دخل أحد إلى المسجد النبوي الشريف إلا إذا أشارعليه طلابه.

نتوقف هنا منعا للمل لنكمل سيرة جعفرالصادق(ع) في حلقة الثانية...إلى اللقاء.


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير