الظهور المقدس اليماني كاسرعين السفياني (4)


قال الدكتور(علي عباس) رئيس قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة دمشق لوكالة ( سبونتك ) "اليمن يتمتع بأهمية جيوسياسية تتجلى بالموقع الجغرافي ، وما يختزنه هذا النطاق الجغرافي من ثروات وموارد طبيعية هامة ..، هذا من جانب ، ومن جانب آخر ينطوي الموقع الجغرافي لليمن على أهمية استراتيجية تتجلى بإشرافه على مضيق باب المندب ، الذي يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بالأهمية بعد مضيقي ملقا وهرمز،

إضافة إلى امتلاك اليمن للعديد من الجزر ذات الموقع الهام والتي تضاعف من الأهمية الاستراتيجية لموقعه البحري ، وبخاصة جزيرة سقطرى. هذا ويعد اليمن البوابة الجنوبية لمنطقة الشرق الأوسط " ، ولقد بذلت جهودا كبيرة للحيلولة دون سقوط الطريق البحري للبحر الأحمر في يد الثوار أو ما يسمى بالربيع العربي عام 2011 م .

من هنا برزت أهمية اليمن في التاريخ البشري ، واليمن تعتبر من أوائل البلدان التي انطلقت منها الحضارات إلى العالم ، وهي في نفس الوقت مهد الديانات السماوية ومحط اهتمام أنبياء الله وأوصيائه حيث قال فيهم رسول الله (ص) : " الإيمان يمان والحكمة يمانية " وهذا الإيمان هو في حقيقته وحدة الأصل الإنساني وحضور الفعل الإلهي في التاريخ .

ومن هذا المنظور بدأ المؤرخون في دراسة شمولية تتناول تاريخ اليمن القديم والحديث إنطلاقا من موقعه الجغرافي الاستراتيجي على خارطة العالم ، ولكن لا نجد للأسف الشديد ضمن هذه الدراسات ، دراسة للأحداث التي ستقع في اليمن حول خروج شخصية اليماني كشرط للظهور المقدس للمهدي (ع) ،

وهو حدث سيغير معادلات كثيرة في العالم، فاليماني شخصية أختيرت من قبل الطاهرين (ع) ليوم الخلاص وخروجه حتمي . وقد نقل الينا من التراث الإسلامي عند الفريقين عن خروج اليماني من اليمن .

وهذا الخروج يتوقف على شرط لتحقّقه ، فهو خاضع لعلاقة العلة والمعلول والسبب والمسبب بالنتيجة ، ودون تحقّق هذا الشرط يتعذّر حينئذٍ تحقّق الخروج. وهنا سوف نذكر بعض من التراث الإسلامي الذي نقل إلينا عن أشراط خروج اليماني  في بشارة الإسلام ص ١٨٧ : (يخرج ملك من صنعاء اسمه حسين أو حسن ، فيذهب بخروجه غمرالفتن ، يظهر مباركاً زاكياً ، فيكشف بنوره الظلماء ، ويظهر به الحق بعد الخفاء).

جاء في بحار الأنوا ر جزء 52 ص 380 أنه : (يخرج من اليمن من قرية يقال لها كرعة) وكرعة قرية في منطقة بني خَوْلان باليمن قرب صعدة.جاء في الغيبة للنعماني ص 277 عن عبيد بن زرارة ، قال : " ذُكر السفياني عند أبي عبدالله (ع) فقال : أنى يخرج ذلك ولما يخرج كاسرعينيه في صنعاء " وأيضا في ذات المصدر قال الصادق (ع) : " فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على النّاس وكلّ مسلم " .

قال الإمام الباقر(ع) : « وإنّ من علامات خروجه خروج السفياني (من الشّام) ، وخروج اليمانيّ (من اليمن) كمال الدين وتمام النعمة (للشيخ الصدوق) ، ص 328 باب 32 ، حديث رقم 7

جاء في الإرشاد للمفيد جزء 2 ص 375 عن أبي عبد الله (ع) قال: خروج الثلاثة: السفياني والخراساني واليماني، في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد.

هذه بعض الروايات صحيحة السند هي التراث الواصل إلينا لمعرفة أهمية شخصية اليماني في الإسلام ، وتحقيق خروجه مشروط بالسبب والمسبب ، فلو رجعنا إلى الوراء قليلا وتحديدا في تاريخ 21 سبتمبرعام 2014م دخل السيد (عبدالملك بدر الدين الحوثي) صنعاء وسيطرعليها بالكامل وأصبحت تحت قيادته ، وأصدر أمرا بحرمة بيع الاسلحة ، ونشر مقال في الصحافة الإيرانية (خراسان سابقا) " أننا سلاطين البحر الأحمر الجدد ".

هذا التوافق بين الحدث والروايات لم يكن صدفة ، وقلنا أن الخروج لا يتحقق إلا بشرط وهو خاضع لقانون العلة والمعلول والسبب والمسبب ، ونحن هنا أمام تجربة عملية واقعية ، فالتركيبة العلية تدل على أن التجربة مرتبطة بالظواهر ، لأن قانون العلية ينص على أن الظواهر ترتبط ببعضها ارتباط السبب والمسبب ، وعلى أساسه ينشئ الفكر تعميماته بشأن الوقائع التجريبية ليصل إلى قوانينها العامة .

وتعريف العلة هي " التغير الأخيرالذي يسبق حدوث الظاهرة مباشرة ويرتبط بها مباشرة " وعليه رواية (اليماني سيمنع بيع الأسلحة وكذلك سيكون ملكا على صنعاء) سبقت الحدث وارتبطت به عند حدوثه (عام 2014م) .

وعليه نجد ان ما ذكر في الروايات (اليماني سيمنع بيع الاسلحة ، وسيكون ملكا على صنعاء ، ومن اليمن ، وكا سر عين السفياني) سبقت الحدث وارتبطت بع عند حدوثه عام (2014)

لهذا قيل إن قانون العلية «قضية إخبارية تركيبية بشأن العالم الواقعي وليس مبدأ عقلياً خالصاً سابقاً على التجربة " .

(المصدر:- الموسوعة العربية صادرة من هيئة الموسوعة العربية – سوريا).

لإتمام اليقين فإن نظام الخرزة التي تحدث عنها الإمام الباقر (ع) كقاعدة لتنزيل الروايات على الوقائع والأحداث ، فإننا لا يمكن أن نعتمد على حدث واحد بل لابد من توالي أكثر من حدث حتى يحصل اليقين. فإذا نظرنا إلى الروايات نجد فيها أربعة أحداث متتالية (ملك صنعاء ، تحريم بيع الأسلحة ، كاسرعين السفياني وخروج اليماني من اليمن) أنها تتطابقت مع الأحداث والوقائع

.هنا نستطيع القول على ما تقدم أن اليماني الأن هو الملك في صنعاء وقد هزم التكفيريين في صعدة وكسر عين السفياني فيها وكان خروجه بتاريخ 21.9.2014 ، وهذا ايضا ينقلنا الشك إلى اليقين عن صحة خروج اليماني حيث كان خروج الخراساني في 10.6.2014 والسفياني في 6.6.2014 لتنضم الينا رواية عن خروج الثلاثة في شهر واحد وسنة واحدة ( الخراساني والسفياني في شهر واحد واليماني في سنة واحدة ) والحقيقة التي هي جديرة بالإهتمام أن ما يحدث في العالم اليوم هو في الواقع علامات دينية واضحة وارهاصات لظهورالمقدس .

هناك أسئلة كثيرة حيرتنا عن شخصية اليماني ، مثل : لماذا لم تذكرالأحاديث والروايات أن اليماني سيسلم الراية للمهدي عند ظهوره مثل الخراساني ؟

الجواب : الخراساني واليماني كلاهما رايات هدى ،ولأن المسؤولية القيادية الاستراتيجية الملقاة علىٰ عاتق الخراساني هي إنشاء أمة متكاملة تستهدي بنور الإسلام المحمدي الأصيل ، وتنطلق لتنظيم شؤونها وإصلاح أوضاعها ، إضافة إلى بث روح العلم والمنافسة العلمية والثقة بالنفس في التقدم على الآخرين ، والقدرة على إنشاء جيل عقائدي وتوجيه سلوكه لتحقيق أهداف مشتركة في مسرح العمليات ، وهي مسؤولية ليست مجرد أوامر ونواهي وإنما تغير محتوى من الداخل والخارج ، وآثار ذلك كثيرة.

 

 


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير