حقائق مغيبة من عاشوراء (4) عدد أنصار الحسين بن علي (2)


إللحاقا لما سبق في الحلقة الماضية دعونا نقرأ ما ذكر في المصادر التاريخية عن عدد أنصار (الحسين بن علي)

ذكر (الطبري في تاريخه) أن عدد الذين جاهدوا مع الحسين (ع) 72 رجلا، و عليه اتفق (أبو مخنف)

ذكر (الخوارزمي في مقتل الحسين جزء 2 ص 4 ) أن عدد الذين خرجوا مع الحسين 82 مقاتلا

ذكر المازندراني في (معالي السبطين ) رواية (حصين بن عبدالرحمن) مراسل (يزيد بن معاوية) إلى (ابن زياد) أنه قال (ليزيد ) بعد انتهاء المعركة " إن الذين قاتلوا مع (الحسين بن علي) كانوا 100 رجل".

ذكر ( محمد الموسوي في تسلية المجالس و زينة المجالس) أن الخوارزمي ذكر أن عددهم كان 114 رجلا الإمام الباقر (ع) قال : فلما نزل الحسين وكان أصحابه 45 فارسا و 100 راجل أي 145 مقاتل .

جاء في كتاب (اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس) عبر ليلة العاشر من معسكر عمر بن سعد 32 رجلا و انضموا إلى معسكر الحسين ليرتفع سقف العدد الى 177 رجلا.

جاء في كتاب (دراسة النهضة الحسينية) أنه عبر من معسكر(عمر بن سعد) بعد الحوار معه 30 رجلا و انضموا إلى معسكر (الحسين بن علي) ارتفع سقف العدد إلى 209 رجلا .

ذكر (الذهبي في تاريخه) عن (أبو مخنف) عن زيد بن علي أن عددهم كان 300 شخص

ذكر (اليافعي في مرآة الجنان جزء 1 ص 133) ( عدد أنصار الحسين من 82 رجل إلى 145 أو يزيدون )

ذكر(المسعودي مروج الذهب ) خرج مع (الحسين بن علي) 500 رجلا ليرتفع سقف العدد إلى 668 رجلا

من هنا يتبن لنا أن عدد أنصار (الحسين بن علي) حسب المصادر التاريخية هي على النحو التالي : أولا 668 رجل + لوائين خرجوا من الكوفة بأمر من (مسلم بن عقيل) بقيادة (مسلم بن عوسجة و أبو ثمامة الصائدي) و اللواء وحدة عسكرية تتكون من كتيبتين إلى 5 كتائب وعدد أفراد كل كتيبة 800 جندي لنأخذ أقل العدد : 800 * 2 * 2 (اللوائين) = 3200 جندي

فإذا جمعنا هذه الأعداد 668 فارس + 3200 = 4168 مقاتل ، وهناك نقاط مهمة يجب ذكرها و هي

 

أولا: (الحسين بن علي) قائد القوات المسلحة ، و خبير في إدارة المعارك ، لن يخوض معركة ذات أهداف بعيدة المدى بهذا العدد البسيط ال 72 فارسا. ثانيا : لو سلمنا أن عدد 72 صحيح تعالوا معي لنحلل هذا العدد ميدانيا :-

 

أولا : لو وزعنا العدد 72 على ثلاث محاور( الميمنة والميسرة و القلب ) سيكون نصيب كل محور 24 فارسا ، وما انجلت الغبرة كما في كتب المقاتل إلا عن 50 قتيلا. بقي لنا من ال 72 فارس 22 فارسا نوزعهم على ثلاثة محاور سيكون نصيب محورين 7 و محور واحد 8 يواجهون جيش 30 ألف مقاتل . هذا العدد لا يحتاج إلى إطالة أمد المعركة إلى 8 ساعات من النهار ، يمكن القضاء عليهم في غضون أقل من ساعة واحدة فقط .

ثانيا : (الحسين بن علي) خرج من مكة تحت حماية عسكرية قوامها 400 فارس بقيادة (زهير بن القين البجلي) رافقت (الحسين بن علي) حتى نزوله أرض كربلاء.

ثالثا : جاء في (تذكرة الخواص لابن الجوزي ص 265) أن الحر بن يزيد الرياحي كان علوي الهوى ، و هو الذي منع (الحصين بن نمير) البحث عن الركب الحسيني ، لهذا خرج الحر بنفسه على رأس 1000 فارس والتقى به في القادسية قريب الكوفة و طلب منه الابتعاد عنها قائلا (يا ابن رسول الله ما تركت لك خلفي من خير)

الطبري و أبي مخنف و والإئتلاف الروزخوني إنضموا اليهما يقولون إن (الحر) جعجع (بالحسين) أين هي هذه الجعجعة ؟ ولماذا يجعجع (الحر) (الحسين بن علي) ؟ كان أفضل ( للحر بن يزيد ) تسليم (الحسين بن علي) ل (الحصين بن نمير) لأنه كان على بعد 3 أميال منه ، و لكنه لم يفعل ، ثم إن (الحر) صلى خلف (الحسين) صلاة الظهر و(الطبري) يقول التقى الحسين بعدوه الحر . العدو لا يصلي خلف عدوه .

إضافة على ذلك عندما نزل (الحسين بن علي) أرض كربلاء انضم من جيش (الحر) كم ذكر (المسعودي) 500 فارس إلى جيش (الحسين بن علي) و إذا جمعنا هذه الأعداد ( 3700+400+500= 4100 مقاتل العدد التقريبي لأنصار الحسين بن علي )

علما ان إبن الراهب في تاريخه يقول (أن عدد الذين قتلوا مع الحسين 9000 رجل) وهذا أيضا يثير التساؤل لماذا إشترى (الحسين بن علي) أرض كربلا ومساحتها 25 كيلوا متر حسب رواية (الإمام الصادق) ومعه 72 مقاتل ؟

الجواب أولا : جاء في خطبة (الحسين بن علي) (وكاني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا) وهذا يعطينا دلالة واضحة أن المساحة الجغرافية بين النواويس حيث قبر (الحر الرياحي) وكربلا حيث موضع كفي (العباس بن علي) على شاطئ الفرات وتقدر ب 7 كيلوا متر حسبما ذكره (الموقع الإلكتروني لوكالة أنباء براثا) هي ساحة المعركة .

ثانيا : إن هذا النص من خطبة (الحسين بن علي) يشير إلى قوة المعركة التي ستقع بينه وبين حكومة بني أمية ، فالمعطيات السياسية والتجهيزات العسكرية الأموية لا توحي أنها ستمهل (الحسين بن علي) ساعة واحدة ، لذا طلب (الحسين بن علي) تأجيل المعركة من عدوه لأنه يريد التفرغ للعبادة دليل على ضعفه و(للحسين بن علي) تجربة شبيه ليلة الهرير في صفين نعم يمكن طلب الهدنة هذا مقبول عسكريا ، ولكن هذه الهدنة دليل أن معركة كربلاء استمرت أكثر من يوم واحد .

نكمل بحثنا في الحلقة (5) إن شاء الله تعالى ... إلى اللقاء


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير