الظهور المقدس الخراساني راية هدى (3)


الخراساني نسبة إلى خراسان مدينة في شرق إيران ، و في التراث الإسلامي إشارة إلى الشخصية المعدة لتلعب دورا محوريا في التمهيد لقيام دولة الحق العالمية ، والتي سيكون حاكمها المهدي المنتظر(ع) الذي سيحكم حسب المعايير والمقاييس القرآنية.

وهذا التمهيد قد يعتقده البعض أن المقصود منه هو تمهيد لبناء أي مشروع يمكن أن يقوم ببنائه أي إنسان كالذي يريد بناء منزل له أو منتزه يكون موضع راحته وقضاء أفضل أوقات حياته فيه ضمن قدراته المالية والجسمانية والعقلية ، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده هل القدرات العقلية لدى الإنسان هي بنفس القدرة الجسمانية أو المالية لديه ؟

الجواب كلا لأن العقل شيء تجريدي أكثر منه عياني ، ودراسة الشخصية ليست كدراسة الجسم ، فالشخصية إصطلاح مجرد يرمز إلى نمط سلوك ثابت متميز يتصرف من خلاله الفرد في مواقف الحياة المختلفة ويسمى ذلك (بالسمات) فكل منا يعرف سمات الأشخاص الذين يتفاعل معهم ، يعرف سمات أمه وأخيه لأنه لاحظ الطرق التي يتصرف بها هؤلاء ويمكن التنبؤ بشيء من الدقة عن كيفية تصرفاتهم مستقبلا.

ولكن إذا كان نمط السلوك ثابت فمن يقوم بتقويم هذا السلوك ؟ نقول وبالتشديد الأخصائي هو من يقوم بهذه المهمة. هنا يبرز دور الأخصائي في تحديد السمات المميزة في شخصية الخراساني الموعوده ، فإذا رجعنا قليلا إلى الوراء نجد هناك توصيف دقيق لهذه الشخصية على لسان الرسول (ص).

جاء في مسند ابن ماجه جزء ٢ ص ٥١٨ والحاكم في المستدرك جزء ٤ ص ٥٥٣ عن عبدالله بن مسعود في حديث طويل أن رسول الله (ص) قال : " سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ".

وفي عقد الدرر ص ١٢٨ عن جعفر الصادق (ع) : " يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم " .

وفي صحيح الترمذي ٣/٣٦٢ وأحمد في مسنده ، وابن كثير في نهايته ، والبيهقي في دلائله في الرد على ابن خلدون. ونصه : تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء .

جاء في البيان للشافعي ص ٥١٣ عن رسول الله (ص) " يخرج رجل من ولد الحسين من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدها واتخذ فيها طرقا ".

في بحار الأنوار جزء 53 ص 269 يقول الباقر (ع) " أتاح الله برجل منا أهل البيت يشير بالتقى ويعمل بالهدى وﻻ يأخذ في حكمه الرشا والله أني لأعرفه باسمه واسم أبيه ثم يأتينا الغليظ القصير (يعني به المهدي).

ما يمكن ملاحظته أن جميع هذه الأحاديث الصحيحة تدور حول شخصية الخراساني صاحب الرايات السود الذي وطن نفسه لمحاربة أصحاب السفياني ، وهذا الأثر نجده بقوة على الساحة العالمية في السنوات الأخيرة في مواجهة الرايات السود التي ظهرت 6.6.2014م مدعية إحياء الخلافة الإسلامية في بلاد الشام والعراق وعاثت في الأرض الفساد ، عبرت عنهم التوراة في سفر دانيال 11:12 " المحرقة الدائمة رجس المخرب " ( رجس المخرب = أصحاب السفياني ) . دخلت الرايات السود من خراسان (إيران) إلى العراق لمواجهة أصحاب السفياني بتاريخ 10.6.2014م

وهذا يدفعنا للقول بكل ثقة أن قتال الخراساني ومحاربته لأصحاب السفياني التكفيريين في العراق والشام وانتصاره عليهم والمذكور أوصافه في الروايات هي ذاتها تتطابق حسب نظام الخزرة على حاكم إيران اليوم ، علما هناك شواهد كثيرة ولكني إكتفيت بذكر حدث واحد منعا للمل ، وسأشير لهذه السمات لهذا الحاكم حسب الروايات أنه :

يعاني من شلل (خلل) في يده اليمني ، هاشمي حسيني ( رجل من أهل بيتي ) ، حاكم لا يخضع للباطل ( لا يأخذ في حكمه الرشا ) ، فقيه يعمل بالبصيرة ( يشير بالتقى و يعمل بالهدى) ، لو واجهته القوة الباطلة (لو استقبلته الجبال) لأنتصرعليها (لهدها) هذه الأوصاف والسمات تحول الشك باليقين عن خروج الخراساني

وجدير بالذكر أن الخروج تعني حركة الشخص لمواجهة الخصم أو إعلان حرب او الإنقلاب ، فإن الخراساني خرج لمولاقاة أصحاب السفياني في العراق بتاريخ 10.6.2014م وهذا تاريخ خروجه ، أما السفياني فخروجه بالسلاح كان بتاريخ 6.6.2014 م وهذا تاريخ خروج السفياني .

متطابق للرواية عن الصادق (ع) " خروج الخراساني والسفياني واليماني في شهر واحد وسنة واحدة " اما اليماني فسيأتي ذكره في الحقلة (4)

والحقيقة التي لا ينبغي أن نغفل عنها أن اختيار الرسول (ص) شخصية الخراساني ضمن السمات التي وجدناها كان اختيارا انتقائيا بإمتياز، لأنه (ص) وضع هذه السمات ضمن سياق تاريخي يجعله خاصا بظهور المقدس.

لهذا السبب نقل الإمام موسى بن جعفر(ع) مشروع بناء القوة العسكرية لدولة الحق المرتقبة من العراق إلى خراسان واليمن تمهيدا لظهورالخراساني واليماني ، لتكون القوة التي ستضرب غطرسة التاريخ ، وبسمات حددها رسول الله (ص) للخراساني ، والتي نجد آثارها اليوم بحيث لم يستطع أحد حتى اللحظة أن يدعي وينتحل شخصية الخراساني ، وأتته الفصائل والحركات والأحزاب الإسلامية حبوا على الثلج وأنضمت تحت لوائه.


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير