حقائق مغيبة من عاشوراء (13) زهير بن القين - الحماية العسكرية (3)


توقفنا في الحلقة الماضية عند السؤال كيف خرج (الحسين بن علي) من مكة في ظل اﻹجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها حكومة بني أمية ؟ قبل اﻹجابة على هذا السؤال , نحن بحاجة لمعرفة هوية (زهير بن القين) و سبب اختياره قائدا للمهام الخاصة ؟

زهير بن القين بن قيس الأنماري البجلي ينتمي إلى قبيلة (بجيلة) و هي بنت صعب بن علي بن سعد و هي عدنانية و البعض ينسبها إلى القحطانية الإنمارية ، تزوجها إنمار من القبيلة اﻹنمارية فولدت له (عبق و صهيبة و الغوث و أشهل و طريف) , وقد أطلق على أبنائها اسم أمهم . و من أشهر بطون بجيلة بني الغوث .

و الجدير بالذكر أن قبيلة (بني مهرة) في سلطنة عمان بطن من بطون قبيلة البجلة و لها تاريخ عريق في نصرة الحق ، جاء في (سيرة ابن هشام جزء1 ص80) أن وفاء (البجيلة) كان عظيما في عهد الرسالة حيث وقف جدهم (جرير بن عبدالله البجلي) إلى جانب النبي الخاتم (ص) حيث أعطي الراية يوم فتح مكة مع جملة من المسلمين لتحطيم الأصنام الموجودة حول الكعبة.

يقول ( أبوعُبيد البكري في معجم ما استعجم، الجزء الأول ، تحقيق مصطفى السقا) في السنة العاشرة من الهجرة انطلق (جرير بن عبدالله البجلي) من بلاد قومه بجيلة إلى حيث النبي الخاتم (ص) المدينة المنورة ، و بينما النبي الخاتم (ص) يخطب بالناس قال : (يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك) ، فطلع جرير على راحلته و معه قومه ، فأسلموا و بايعوا.

و يقول (أبو الفرج الأصفهاني جزء 22 ) أن الخليفة (عمر بن الخطاب) أمر بإخراج قبيلة بجلة معه لقتال الأعاجم ، و أعطى خمس الكوفة (لجرير) و هو جد (زهير بن القين) و سكنت هذه القبيلة الكوفة.

و (زهير) من بطن (البجيلة) (أحمس بن الغوث) وهو من اوسع بطون قبيلة بجيلة في الجزيرة العربية ، و يعتبر من أشراف قومه و مقربا من البلاط الأموي و كان يؤتي بني أحمس بن الغوث خمس خراج الكوفة لم يقطعها (معاوية) عنهم

و بنو أحمس بن الغوث وقفوا إلى جانب الخليفة (علي بن أبي طالب) في معركة صفين ، و إلى جانب (الحسن بن علي) وإلى جانب (الحسين بن علي) في معركة كربلاء و كان (زهير) ممن ساهم في شراء السلاح (لمسلم بن عقيل) بواسطة (أبوثمامة الصائدي) .

وكان عينا من عيون (مسلم) في الكوفة إلا أنه لم يظهر هذا الولاء علنا كي لا يفقد مكانته في البلاط الأموي من هنا نستدل أن إطلاق صفة (مؤمن آل فرعون) على زهير بن القين جاء بسبب كتمان ولائه ﻷهل بيت النبوة.

اختصرت لكم تاريخ هذه القبيلة لكثرة ما كتب عنها , و البحث لا يتحمل سرد كل التفاصيل عن (قبيلة البجيلة) جملة و تفصيلا ، و لكن ذكرنا من تاريخها ما نستفيد منه في الوصول إلى سبب اختيار هذا القائد لهذه المهمة ، ومن هذه القبيلة تحديدا ,

من هنا نستطيع الاستنتاج أن اختيار (زهير بن القين البجلي) قائدا لسرية المهام الخاصة كان للأسباب التالية :-

أولا : قوة قبيلة البجلة من حيث العدد و الخبرة في إدارة العسكر و المعارك .

ثانيا :التوزيعات الجغرافية لهذه القبيلة ساعدت مرور الركب الحسيني في منازل عديدة دون أي عقبات تذكر

.ثالثا : المكانة المرموقة التي حظيت بها قبيلة البجلة في البلاط الأموي.

إذن أصبح الطريق سهلا علينا لمعرفة كيف خرج (الحسين بن علي) من مكة حتى وصوله إلى كربلاء

نكمل بحثنا في الحلقة( 14) إن شاء الله تعالى ....إلى اللقاء


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير