حقائق مغيبة من عاشوراء (9) زهير بن القين مؤمن آل فرعون (1)


أنا هنا لن أستهدف سيرة (زهير بن القين) لأرويها لكم ، و لكن سأقول لكم إنه رجل بألف ثائر و مآثره و جرأته و احترامه ( للحسين بن علي ) طبعت في شخصه الأصالة الإيمانية التي قلما نجدها في شخصيات أخرى اتصفت بنفس الصفات ، و كانت مثالا للصدق و الوفاء ، فاختاره (الحسين بن علي) ليكون حاضرا مع الشعوب في كل حركته التاريخية النضالية ضد الباطل.

هذا التاريخ الذي أراد أن يبقي (زهير) ميتا ، لأنه كان يعرف ماذا يفعل ، و كان يعرف كيف يفوت العديد من الفرص على بني أمية في الوصول إلى (الحسين بن علي) للنيل منه ، فمثل (زهير) في الفكر الأموي يجب أن يقتل ألف قتلة ، و يجب أن تشوه صورته حتى إذا ما ذكر اسمه ملازما مع (الحسين بن علي) تكون الصورة مشوهة .

فهل يا ترى نجحوا في ذلك ؟ على العكس تماما فقد فشلوا في كل محاولاتهم الخبيثة و تحطمت كل أحلامهم الشيطانية تحت أقدام (زهير بن القين) لأنه ظهر في لحظة صفاء لمواجهة الباطل و هذا البرهان أقوى من أي مدرعة و آلة حربية يمكن أن تمحو أثر هذا البطل.

  • لماذا أرادوا لهذه الشخصية أن تموت تاريخيا ؟ ماذا فعل (زهير بن القين) كي ينال هذا العقاب التاريخي ؟ حتى من المقربين الذين يتحدثون وراء الميكرفون ذات الإئتلاف الروزخوني التقليدي .

تعالوا معي لنبحث بين ثنايا المصادر التاريخية التالية ، و رجاء ضعوها نصب أعينكم لأني سأرجع إليها ، لنقوم معا بتحليل الأحداث بطرق منطقية بحثية علمية .

( ابن سعد) الطبقات الكبرى : ج6 ، ص131 -- (ابن الأثير) أُسد الغابة : ج2 ، ص327.

ابن الأثير) الكامل: ج4 ، ص42 (المفيد) في الإرشاد: ج2 ، ص72 ـ 73 -- (الحميري) في (الروض المعطار: ص94) ، (تاريخ الطبري) 323 .

أولا : اشترك زهير بن القين في فتح مدينة (بَلَنْجَر) إحدى الفتوحات الإسلامية عام 28 -29 هجرية ، و كان (زهير) في مقدّمة الفاتحين ، و بعد أن وضعت الحرب أوزارها ـ و أسفرت الأُمور عن انتصار المسلمين ـ ينقل زهير خبراً

فقال : « إنا غزونا البحر، ففتح الله علينا و أصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان المحمدي : أفرحتم بما فتح الله عليكم ، و أصبتم من الغنائم ؟ فقلنا : نعم. فقال : إذا أدركتم شباب آل محمد ، فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم ممّا أصبتم اليوم من الغنائم.

ثانيا : لما فرغ (زهير بن القين) من خطبته مع جيش ابن سعد قال (الحسين) " لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه و أبلغ في الدعاء ، لقد نصحت لهؤلاء و أبلغت لو نفع النصح و الإبلاغ "

ثالثا : يقول (الإمام الصادق) لهشام : وتلا الآية : (وقليل من عبادي الشكور). فقال هشام : قليل من هم ؟ قال : (رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه يقول أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، فكان مؤمن آل فرعون رجلا واحدا من كثرة أؤلئك الرجال وكان زهير وصحبه من القلة)

لنكمل البحث في الحلقة (10) إن شاء الله تعالى .. إلى اللقاء


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الجمعة 2025/1/10 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير