السويد دولة مارقة و الاستنكار لا يكفي معها


الاستنكار لفظة تستخدمها دول العالم في شجب أفعال وأقوال تصدر من جهات سياسية أو حزبية لا تليق بالعرف الدبلوماسي ولا بالقواعد القانونية المتفقة عليها بين الدول أو الأطراف السياسية ،  فتدخل لفظة الاستنكار ضمن بيان يتضمن موقفا أو رغبة أو منهجا سياسيا يكون ذا جدوى في حالة التعايش الإنساني باختلاف العقائد ، كاستنكار الدول الإسلامية على الجريمة التي قام بها (سلوان صباح متى موميكا) لما حرق المصحف الشريف في السويد تحت حماية القانون ، وهذه الجريمة حصلت مرتين ، تحولت لفظة الاستنكار فيها فأصبحت مثارا للسخرية ، فهل الاستنكار يكفي مع دولة تنهج الكراهية للإنسانية ! على الرغم من أن الأعراف الدولية ليست في صف نشر الكراهية بين شعوب العالم ، إلا إذا كانت السويد معفاة من هذه القرارات والمحاكم الدولية ومواثيق الأمم المتحدة.

 فنحن حينئذ أمام دولة مارقة  تموه القانون الدولي ضمن مبادئها ومنهجها لكي تؤثر عليه وتكون هي غير مقيدة به ، وهذا بحد ذاته تكريس لمفهوم الارهاب ، والدليل على ذلك أن رئيسة الوزراء السويدية ، (ماغدالينا أندرسون) صرحت لصحيفة (أفتونبلادت) " أنّ أيّ شخصٍ يهاجم الشرطة السويدية يهاجم المجتمع الديمقراطي السويدي"  مشيرة إلى الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها المدن السويدية على خلفية حرق السياسي الدانماركي المتطرّف ، راسموس بالودان ، نسخة من القرآن الكريم عام 2022م ، ومثال آخر حين سمحت الحكومة السويدية مجددا للمتطرفين بالإساءة إلى القرآن الكريم ، حيث رخصت سلطاتها لعضو سابق في الحزب الديموقراطي السويدي (سلوان موميكا) (عراقي سويدي) بتنظيم تظاهرة صغيرة أمام مبنى سفارة بغداد لدى ستوكهولم ، أعلن خلالها أنه سيحرق نسخة من القرآن الكريم والعلم العراقي، فقام بتمزيق وتدنيس نسخة من القرآن الكريم تحت حماية السلطات ، اليس هذا التصرف الأرعن دليل على نهج الكراهية التي تنهجها حكومة السويد ، إذن أمام هذه الجرائم الاستنكار لا ينفع بقدر ما هو مطلوب تنبي مواقف أكثر صرامة مع الدول المارقة مثل السويد.

إنّنا أمام لحظة حاسمة ومصيريّة ، فإمّا أن نقوم بواجبنا ومسؤوليّاتنا اتجاه ديننا وعقيدتنا كما يجب ، وإمّا أن نكون من الّذين يدفعون بمجتمعاتهم إلى السقوط في أحضان الدول المارقة ، وهذا السقوط هو بمثابة الضريبة الإنسانية التي يستعصي علينا تقديرها ، فحكومة السويد لا يهمها التصريحات الاستنكارية فهي تستند على فكرة أنها تستطيع حذف الإسلام من ذاكرة التاريخ ، لهذا فهي تحول نيتها إلى نية حسنة في مؤازرة مشاعر المسلمين تارة  وتنحرف عن نيتها تارة أخرى ، وهكذا سمحت للجميع بالنقد وكأنها جهود لفعل الخير، رغم اعترافها أن ما حصل كان خطأ كارثيا حين اعتبرت ما قام به مواطن سويدي من أصول عراقية بحرق القرآن الكريم "عملا معاديا للإسلام".  هذا التصريح من حكومة السويد جاء بعد أن دعت منظمة المؤتمر الإسلامي الدول الإسلامية الأعضاء إلى اتخاد إجراءات جماعية لمنع حرق المصحف مجددا والنظر في الخلفية البعيدة للأحداث التي شهدتها المجتمعات الإسلامية سواء في السويد أو غيرها من مظاهرات شعبية تجعل الرؤية مختلفة إذا تم النظر فيها لأبعد من لحظة تنديس المصحف الشريف تحت حماية الشرطة السويدية. 

وهؤلاء الشرطة ليسوا متدينين يكفي أن تظهر حكومة السويد بمظهر المتوازن في موقف آخر جرى مع الانحياز بقوة ضد المناهضين لقررات الحكومة السويدية ، ولكن الغرض من الحماية هو ما يخدم أجنداتها السياسية أنّ هؤلاء اللاجئين من أصول عربية بصرف النظر عن ديانتهم لاجئة عنيفون ، ولا يصلحون للعيش في المجتمعات الغربية ، فكان من المفيد محاربة الإسلام تحت شعار "اسلامفوبيا"  وأكثر هدف للمحاربة منبعه يكمن في تواجد اللاجئين من الجالية الإسلامية  والحال أن هؤلاء اللاجئين ليسوا مجموعات سياسية أو عصابات منظمة في أطر تعمل كجماعات ضغط.

 فكان من الأمثل للشرطة السويدية أن تلاحق العصابات المنظمة التي تستخدم الأطفال كجنود لتفادي المساءلة القانونية وهي تسكن في أحياء لا يمكن للسلطات حتى عمال الاسعاف الذهاب إلى هناك خوفا من الهجوم  بدل من حماية  اللاجئ الأحمق (سلوان موميكا ) وهو يحرق القرآن الكريم ، إذن الأمر يستدعي منا أكثر وعياً ومسؤوليّة في التّعاطي مع  دولة مارقة مثل السويد ، ولم يعد الأمر يحتمل مزيداً من التّمييع والتّجاهل.


محتويات مشابهة
تابعنا على
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/1/7 توقيت مسقط
ابقى على تواصل
تصميم وتطوير